إيران تستغل نجاحاتها الدبلوماسية من أجل تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·      لم تعد الابتسامة تفارق وجوه الإيرانيين بعد نجاح بلدهم بالتعاون مع روسيا في بلورة اتفاق تجريد سورية من السلاح الكيميائي، وهو ما حال دون وقوع الهجوم العسكري الأميركي والفرنسي على نظام بشار الأسد، وبعد توصلهم إلى الاتفاق المؤقت في جنيف بشأن برنامجهم النووي. وبات الإيرانيون يشعرون بأنهم يرتبون موجة دبلوماسية وأنهم أصبحوا يلعبون في ملعب الدول الكبيرة، وأن اللحظة التاريخية اليوم إلى جانبهم وهم يريدون استغلالها من أجل تعزيز مكانتهم في الساحتين الإقليمية والدولية.·      تدور في سورية حرب دموية، وقد فتح الاجتماع المزمع للأطراف المتقاتلة في مؤتمر جنيف2 الباب أمام وهم احتمال التوصل إلى اتفاق بين هذه الأطراف. لكن على الرغم من ذلك، لا يضيّع الإيرانيون المناسبة، وهم يسعون بكل قوتهم كي يكون لهم دور في هذا المؤتمر.·      من حيث المبدأ لا ترغب الدول الغربية بالحضور الإيراني في المؤتمر. لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يستبعد بصورة مطلقة إمكانية عقد اجتماع جديد مع المندوبين الإيرانيين. وتحدث في الفترة الأخيرة عن هذا الأمر قائلاً: "تستطيع إيران المساعدة في حل النزاع في سورية"، فرد عليه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس خلال اجتماعه مع نائب وزير الخارجية السوري: "من الواضح للجميع أن إيران تملك القدرة على التأثير في سورية". وأضاف: "لكننا لن نوافق على أية شروط مسبقة لمشاركتنا في المؤتمر".·      يبدو أن سياسة الابتسامات التي يمارسها روحاني صالحة مع دول الغرب وحيال الشرق الأوسط أيضاً، فخلال أعوام أنشأت إيران بواسطة قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني جيوشاً في لبنان وسورية والعراق وفي أفغانستان وغيرها بهدف زعزعة استقرار الأنظمة المعادية لها ومن أجل نشر تعاليم الثورة الإسلامية في دول المنطقة. واليوم يحاول روحاني من خلال ابتساماته أن يخفي حقيقة الوجود الفعلي للإيرانيين في مناطق النزاع وفي سورية والعراق حيث يشاركون في المعارك الدائرة هناك.ومن الأمور المثيرة للسخرية على الصعيد الدولي أن إيران التي كانت في الأيام العادية أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط، تحاول أن تبدو اليوم في صورة الدولة المسؤولة التي تسعى إلى حل النزاعات في المنطقة.