· يمكن القول إن اليمين الجديد هو الذي بات يقرر جدول الأعمال العام والخطاب السياسي في إسرائيل. وهذا اليمين الجديد يتألف من تحالف الأحزاب الحريدية والمتدينة والمستوطنين، وأعضاء الكنيست المتطرفين في كل من الليكود وكاديما، وجماعات قومية متطرفة منضوية ضمن حزب "إسرائيل بيتنا" وحركة "إم ترتسو" [جمعية يمينية متطرفة تنشط بين شبان الجامعات] وغيرهما.· ويتطلع هذا اليمين الجديد على المدى البعيد إلى ترسيخ واقع غير ديمقراطي في إسرائيل، وقد نجح حتى الآن في أن يصرف نظر الرأي العام عن مسائل مصيرية مثل عملية السلام، والخطر الإيراني، وتطورات "الربيع العربي"، والتصدعات داخل المجتمع الإسرائيلي، وفي أن يجعل اهتمام هذا الرأي العام منصباً على مسائل هامشية مثل حظر ذكر كلمة النكبة، ومحاربة نشاط المنظمات اليسارية، ومنع رفع الآذان في المساجد، وتأجيج الهجوم على المحكمة العليا.· وما يجب ملاحظته هو أن كثيرين من قادة اليمين الإسرائيلي الجديد هم أشخاص هاجروا إلى البلد من دول الاتحاد السوفياتي السابق في تسعينيات القرن الفائت، وأن المتضرر الرئيسي من ممارساتهم هو اليمين العقلاني الذي ما زال ملتزماً معادلة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، والذي يمثله أشخاص مثل الوزيرين دان مريدور وبني بيغن ووزير الدفاع الأسبق موشيه آرنس.· كما أنه لا بد من ملاحظة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يقف في وجه هذا اليمين الجديد العنصري، وفي حال استمراره في اتخاذ هذا الموقف فإن هذا اليمين سيلحق ضرراً فادحاً به هو أيضاً، لأن سيطرته على جدول الأعمال العام والخطاب السياسي أدت حتى الآن إلى حدوث أزمة كبيرة بين إسرائيل وبين أصدقائها في العالم، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، ودول أوروبا الغربية، والجاليات اليهودية في أوروبا وأميركا الشمالية.· في الوقت نفسه، إذا لم نبادر نحن جميعاً إلى كبح ما يعد له اليمين الجديد في إسرائيل فإننا سنكون عرضة لكارثة كبيرة على غرار الكوارث التي سبق أن تعرضت لها دول أخرى لم تقف بالمرصاد لليمين المتطرف مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
اليمين الجديد سيعرّض إسرائيل لكارثة كبيرة
تاريخ المقال
المصدر