هل سينجح "البيت اليهودي" في تمثيل التيار الديني – الصهيوني بعيداً عن تأثير الحاخامين المتطرفين؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       نجح نفتالي بينت، الشاب صاحب الكاريزما، في بعث حياة جديدة في الحزب الديني - القومي، البيت اليهودي، الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن يتحول إلى الحزب الثالث من حيث القوة البرلمانية. لكن التأثير المبالغ فيه لعناصر اليمين المتطرف داخل الحزب يثير كثيراً من القلق.·       هناك عدد كبير من ناخبي الليكود يؤيدون اليوم بينت اعتقاداً منهم أنهم بذلك سيبقون داخل المعسكر القومي، وأن الأحزاب اليمينية الدينية ستدعم مواقف نتنياهو في مواجهة الضغط الخارجي. لكن إذا حاول أنصار البيت اليهودي الضغط على تنفيذ سياسة ضم المناطق التي ينادون بها، فإن هذا سيؤدي إلى عرقلة مسار الحكومة المعتدلة، وسيؤدي إلى تفويت الفرصة لإعادة بناء مكانة التيار الصهيوني الديني داخل المجتمع الإسرائيلي.·       إن 40% من المرشحين في قائمة البيت اليهودي للانتخابات جرى تعيينهم من جانب اللجنة المركزية في حزب تِكوماه اليميني المتطرف الذي شكّل جزءاً من ائتلاف الاتحاد الوطني [قبل انضمام حزب المفدال إليه في سنة 2008، وتشكيل حزب البيت اليهودي]. وينص القانون الداخلي لحزب تِكوماه على أن من صلاحيات لجنة الحاخامين في الحزب تحديد التوجه الأيديولوجي للحزب، وتعيين ترتيب أسماء المرشحين في قائمة الحزب لانتخابات الكنيست. كما سيتعين على ممثلي تِكوماه في الكنيست الالتزام بتعليمات اللجنة المؤلفة من ثلاثة حاخامين: الحاخام دوف ليئور؛ الحاخام زلمان مِلاميد؛ الحاخام حاييم شتاينر. ويُعتبر هذا تغييراً جذرياً في توجهات عمل الصهيونيين ـ المتدينين، ويعكس أكثر طريقة العمل في حزبَي شاس ويهدوت هتوراه.·       يُعتبر حاخام كريات أربع، دوف ليئور، الأكثر سيطرة، وهو صاحب تصريحات متطرفة مثل اعتبار القاتل باروخ غولدشتاين [مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في سنة 1994، والتي أودت بحياة 29 فلسطينياً] أنه "لا يقل قداسة عن جميع ضحايا الكارثة النازية." وقد أثارت هذه التصريحات الاستياء والرفض داخل المعسكر الديني - القومي كله باستثناء العناصر المتطرفة فيه.·       من المحتمل أن بينت لن يؤيد أغلبية مواقف الحاخام ليئور الذي لا يزال حتى الآن يرفض إعلان دعمه البيت اليهودي كي لا يؤذي شعبية حزب "عوتسما ليسرائيل"، وهو حزب أكثر تطرفاً، لكن تقيُّد جزء من مرشحي قائمة البيت اليهودي بتعليمات الحاخام ليئور يمثل مشكلة.·       صحيح أن في حزب الليكود مرشحين يمثلون اليمين المتطرف، إلاّ إن هؤلاء ينصاعون للقرارات الديمقراطية، في حين يرفض الحاخام ليئور وأتباعه الانصياع لقرار الأغلبية في حال تعارض مع تأويلاتهم الدينية.·       بعد الانتخابات ستتعرض الحكومة الإسرائيلية الجديدة لضغوطات لم يسبق لها مثيل من المجتمع الدولي، ومن المتوقع أن يكون في انتظار نتنياهو مواجهات مع إدارة أوباما لا تقل حدة عن المواجهات التي حدثت سابقاً. ولذا، فإنه بحاجة إلى المرونة القصوى، وإلى التوازن الدبلوماسي كي يستطيع الصمود بقوة في الموضوعات الأساسية، وإبداء المرونة إزاء الموضوعات الثانوية، وذلك من دون التعرض لخطر الفيتو من جانب المتطرفين المنقطعين عن العالم الحقيقي.·       إن أغلبية الإسرائيليين لا ترى أن ثمة حظوظاً اليوم لنشوء دولة فلسطينية، لكن على الرغم من ذلك، فإن ائتلافاً حكومياً تابعاً لأحزاب ترفض رسمياً حل الدولتين وتطالب بضم الضفة الغربية، سيكون ائتلافاً سيواجه أزمة، ومعرّضاً للسقوط، ولنشوء ائتلاف آخر بقيادة أحزاب الوسط واليسار. ·       لذا يتعين على حزب البيت اليهودي أن يقنعنا بأنه سيكون شريكاً بنّاء في الحكومة، وسيتبنى سياسة حكومية وطنية واقعية. كما عليه ألاّ يضيع فرصته الاستثنائية في إصلاح المجتمع الإسرائيلي، وإنهاء سيطرة الحريديم، والدفع قدماً بالقيم اليهودية، وأن يعيد إلى الصهيونية الدور الديني الأساسي في الدولة.