من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
مع انقضاء فترة الإنذار الذي وجهه الجيش المصري، والغموض الذي لا يزال يلف مستقبل الرئيس محمد مرسي، من الصعب عدم تلمس الشعور بالارتياح الذي تثيره هذه التطورات في إسرائيل.وعلى الرغم من طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من وزرائه عدم التطرق إلى الموضوع، إلا أنه مما لا شك فيه أن هؤلاء الوزراء مسرورون من التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر. فهل سرورهم في محله؟صحيح أن مرسي لم يكن من أحباء صهيون، وهو لم ينجح في لفظ كلمة إسرائيل مرة واحدة خلال إطلالاته العلنية، كما أن الناطق باسمه كذّب إرسال مرسي رسالة شكر إلى الرئيس شمعون بيرس رداً على رسالة التهنئة التي أرسلها إليه هذا الأخير بعد انتخابه، لكن السنة التي كان فيها مرسي رئيساً لمصر لم تلحق الضرر بالعلاقات الإسرائيلية – المصرية بل على العكس ساهمت في تحسنها.وهناك أربعة أسباب ستجعل إسرائيل تحن لأيام مرسي:
- تحت زعامة مرسي، قام "الإخوان المسلمون" بشيء لا يصدق، فقد أقروا باتفاقية كامب دايفيد. صحيح أنهم تحدثوا عن احتمال تغيير الاتفاقية، لكنهم عملياً احترموها تماماً مثلما كانت الحال أيام حكم مبارك. وعلى الرغم من أن "الإخوان المسلمون" والمسؤولين الكبار في الحكومة المصرية لم يلتقوا نظراءهم الإسرائيليين، إلا أنه على الصعيد الأمني - العسكري الشديد الأهمية بالنسبة لإسرائيل، ظلت العلاقات مستقرة. واستناداً إلى مصادر أمنية إسرائيلية، تحسنت هذه العلاقات خلال السنة الأخيرة بعد التدهور الذي شهدته خلال العام ونصف العام اللذين تليا سقوط مبارك. وامتازت حقبة مرسي بأنها الأولى التي يضطر فيها حزب مصري شعبي كبير ومنتخب إلى تأييد اتفاق السلام مع إسرائيل والاعتراف بذلك علناً أمام الشعب.
- تخوفت إسرائيل من قيام حركة "الإخوان المسلمون" التي تعتبر الحركة الأم لـ"حماس" بدعم الحركة الفلسطينية الإسلامية والسماح لها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأن يشكل حكم مرسي تهديداً يمنع إسرائيل من الرد. وفي الواقع، اعتقدت "حماس" أنها حصلت على حصانة.لكن حكم مرسي لم يمنع إسرائيل من خوض عملية "عمود سحاب"، ولا من توجيه ضربة قاسية ضد قيادة "حماس" وبنيتها العسكرية والتوصل إلى وقف اطلاق نار سريع احترمته "حماس" بدقة خلال نصف العام الأخير، وبفضله حظي جنوب إسرائيل بهدوء لم يسبق له مثيل. وساهم قرب "الإخوان المسلمون" من "حماس" وتحملهم للمسؤولية، في لجم الحركة بصورة لم نعهدها أيام حكم مبارك.
- أيام حكم مبارك لم يتحرك الجيش المصري بصورة منهجية ومنظمة ضد الأنفاق وعمليات التهريب من سيناء إلى قطاع غزة. وكان المقصود بالنسبة لمصر إنشاء توازن إقليمي في مواجهة إسرائيل والفلسطينيين، كما كان ذلك محاولة لإرضاء القبائل البدوية التي تعيش في سيناء وكانت هي تدير عمليات التهريب. صحيح أنه منذ سقوط مبارك تسود حالة من الفوضى الأمنية في سيناء، لكن خلال السنة الأخيرة قام الجيش المصري بعمليات محدودة ومركزة ضد أنصار القاعدة الذين سيطروا على مناطق واسعة في سيناء. كما قام هذا الجيش بشيء مهم جداً بالنسبة لإسرائيل هو تدمير أنفاق التهريب. وسمح قرب الإخوان من حركة "حماس" للحكومة المصرية بأن تكون أكثر قوة في محاربتها للمتشددين الإسلاميين في سيناء وغزة، وكذلك العمل ضد تهريب السلاح.
- على الرغم من المخاوف من حصول تقارب بين إيران ومصر في أعقاب وصول الإخوان إلى الحكم، فإن الذي حدث هو العكس. فخلال حكم مرسي ازدادت الثغرات التي تفصل بين مصر السّنية وإيران الشيعية حدة. فـ"الإخوان المسلمون" يتماهون بصورة تلقائية مع الثوار السوريين الذي يقاتلون نظام الأسد. وعندما وقف حزب الله إلى جانب الأسد، تحولت السلطة في القاهرة إلى عدو لدود للتنظيم اللبناني. وأصبحت مصر أيام مرسي في قلب المعسكر المعادي لإيران.إن انهيار السلطة الحاكمة في مصر واستمرار الفوضى لفترة طويلة من شأنهما تحويل الانتباه الغربي عن الحرب الأهلية في سورية، ومساعدة الإيرانيين وحلفائهم على مواصلة الدفاع عن بقاء الأسد.