الإشارات تدل على حزب الله، ولكن يمكن أن تكون المبادرة من إيران مباشرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • إن نتائج الحدث الأمني مختلطة، بحسب ما سُمح بنشره مساء يوم الأربعاء. فمن جهة، يوجد هنا اختراق خطِر لمناطق إسرائيلية من دون تحذير مسبق. لقد تم اختراق الحدود من نقطة لا نعرف عنها شيئاً. والعبوة الناسفة التي تم تفعيلها أيضاً استثنائية، ذكية، وغير موجودة في الضفة، ويبدو أنها وصلت من لبنان. على هذا الصعيد، يوجد هنا حدث يجب البحث فيه، وفهم تفاصيله للتعلم منه في المستقبل.
  • من الواضح أنه ليس لدى إسرائيل القدرة على إغلاق الحدود بشكل تام. هذه ليست المرة الأولى أيضاً التي نشهد فيها حدثاً كهذا في الشمال: في سنة 2002، وفي ذروة الانتفاضة الثانية، اخترق "مخربون" الجدار الفاصل، ونفّذوا عملية قاتلة في بلدة "متسوفا"، تسببت بقتل 5 إسرائيليين، بينهم ضابط في الجيش. يومها، عبر "المخربون" الحدود باستعمال سلّم ذكي وأنفاق. لنأمل أنهم لا يملكون هذه المعدات اليوم.
  • من جهة أُخرى، يوجد أيضاً نجاح: تم إيجاد "المخرب" الذي نفّذ العملية، واغتيل قبل تنفيذ عمليات أكبر خطّط لها. وما وُجد معه أيضاً سيساعد على معرفة مكان انطلاقه. لذلك، فإن النتائج مختلطة في نهاية المطاف.
  • لا أعتقد أن "حماس" حاولت تنفيذ هذه العملية، ولا فرع الجهاد الإسلامي في لبنان. الحديث يدور حول طريقة عمل حزب الله. فالردع الإسرائيلي تراجع، وهذا ما يدفع حزب الله إلى العمل على طريقة "اللسعات" الصغيرة ضد إسرائيل، ومن دون العمل بطريقة استراتيجية تؤدي إلى حرب.
  • لذلك، هذه النقطة مهمة، ويمكن أخذها إلى ما هو أبعد من حزب الله. يمكن أن يكون هذا الحدث برمته بتوجيه من إيران. الإيرانيون يتهمون إسرائيل بتنفيذ عدة عمليات داخل الأراضي الإيرانية. وهم أنفسهم محبطون جداً لأنهم لم ينجحوا في تنفيذ عمليات في داخل إسرائيل. حتى لو كان التنفيذ ليس إيرانياً، فمن الممكن أن يكون الإيرانيون هم مَن أرسل وبادر.
  • السؤال الأهم هنا هو متى وكيف يجب الرد على هذه العملية التي تُعَد خطوة إضافية في النشاط "الإرهابي" لحزب الله؟
  • أمامنا ثلاث إمكانيات استراتيجية: 1. التعامل مع الفشل العملياتي لحزب الله كحدث لا يتطلب الرد، جرياً على مبدأ الدفتر مفتوح واليد تسجل؛ 2.  الرد بالعملة نفسها: عملية سرية ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية من دون تحمُّل مسؤولية؛ 3. إعادة الردع من خلال ضربة قوية لأحد مركّبات القوة التي بناها حزب الله خلال الأعوام الماضية: الصواريخ الدقيقة؛ "وحدة الرضوان"؛ مركّبات الدفاع الجوي في لبنان. إنها معضلة عملياتية مهمة وليست بسيطة - كيف يمكن ترميم الردع الإسرائيلي من دون الانجرار إلى حرب لا يريدها أيٌّ من الطرفين.
  • بعد هذا كله، يجب التذكير بالفيل داخل الغرفة: توجد هنا فرصة استثنائية لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأخذ السلّم والنزول من المكان الذي جرّ إليه دولة إسرائيل. إن الوضع الحالي يضرّ بقدرة الردع الإسرائيلية، كما يُلحق الضرر بقدرة الجيش على التركيز في مهماته، ويضرّ بالدولة سياسياً. على نتنياهو أن يأخذ السلّم الذي يمنحه إياه هذا الحدث، وأن يتنازل عن الإصلاحات القضائية.