الذين يدّعون الربط بين رمضان والعنف الفلسطيني يحققون توقعاتهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • تحول الأمر إلى أمر اعتيادي: جهات رسمية ومحللون وكتّاب يحذرون من خطر رمضان المقبل، ومن خطر العنف الفلسطيني الذي يمكن أن يحدث خلاله، وخصوصاً في ظل الحكومة الأكثر يمينيةً في إسرائيل. لكن تحليل المعطيات يشير إلى أن هذه التقديرات مبالَغ فيها كثيراً.
  • لنأخذ سنة 2015 التي اعتُبرت السنة الأكثر عنفاً من الناحية الفلسطينية في العقد الأخير. فقد شهدت الفترة، من تشرين الأول/أكتوبر وحتى كانون الأول/ديسمبر في تلك السنة، موجة عنف كانت الأكبر والأقسى في القدس والضفة الغربية، وفي أماكن أُخرى. هذه الموجة نشبت بعد ثلاثة أشهر من حلول شهر رمضان. وخلال تشرين الأول/أكتوبر فقط، سُجّل وقوع 620 هجوماً، قُتل جرّاءها 11 إسرائيلياً.
  • مقارنةً بذلك، خلال تموز/يوليو وآب/أغسطس القريبين من رمضان، وقع 123 و107 هجمات، تسببت بمقتل إسرائيليين اثنين. ويمكن قول الأمر نفسه عن سنة 2016، إذ استمرت يومها موجة العنف خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، لم يكن بينها شهر رمضان الذي حلّ ما بين 7 حزيران/يونيو و6 تموز/يوليو. في ذلك العام، وقع 169 هجوماً في كانون الثاني/يناير في مقابل 103 هجمات في حزيران/يونيو.
  • الربط بين رمضان والعنف الفلسطيني هو ثمرة الأعوام الأخيرة. لكن تحليل السنوات الثلاث الأخيرة 2020، 2021، و2022 - يشير إلى أنه ربطٌ مضلل. خلال سنة 2020، حلّ رمضان في 23 نيسان/أبريل وانتهى في 22 أيار/مايو، سُجّل خلاله 71 هجوماً من دون قتلى. خلال أيار/مايو، سُجّل 80 هجوماً وقتيل واحد. بينما كان شهرا آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر في تلك السنة الأكثر عنفاً بكثير.
  • خلال شهر رمضان 2021، شنت "حماس" هجوماً صاروخياً ضد إسرائيل. على الرغم من أن الهجوم لم ينجح في تغيير السياسة الإسرائيلية، فإن الحركة نجحت في إقناع الجمهور الإسرائيلي بالربط ما بين رمضان وبين العنف الفلسطيني. وكما هو معروف، فإن هجوم "حماس" بدأ في 10 أيار/ مايو 2021، قبل يوم من بداية شهر رمضان. ومع ذلك، لم يكن شهرا نيسان/أبريل وأيار/مايو الأكثر عنفاً، مقارنةً بتشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر.
  • خلال سنة 2022، برزت دلائل تشير إلى الارتباط ما بين رمضان وبين العنف الفلسطيني، لكن هذا الارتباط كان ضعيفاً. فرمضان 2022 بدأ في 12 نيسان/أبريل، بينما كان آذار/مارس هو الشهر الأكثر عنفاً، إذ شهد 5 هجمات فتاكة أدت إلى مقتل 11 إسرائيلياً. خلال نيسان/أبريل، وقع 268 هجوماً، لكنها كانت أقل فتكاً. ويعود ذلك إلى التعبئة الأمنية الإسرائيلية الواسعة النطاق لمحاربته. كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2022 كانا الأكثر عنفاً بصورة خاصة: في كانون الأول/ديسمبر، سُجّل 401 هجوماً، و3 قتلى، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 254 هجوماً تسببت بوقوع قتيلين.
  • من هنا أقول إن الجهات الإسرائيلية الرسمية، التي تدّعي وجود رابط بين رمضان والعنف الفلسطيني وتحذّر من عواقبه، تحقق بكلامها هذه التوقعات. لذلك، يجب عليها التحرك، لا التحدث.
  •  
 

المزيد ضمن العدد