سموتريتش وبن غفير ينظران إلى مثيري الشغب وربما يتذكران نفسيهما
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • تقطع الطريق 60 قرية حوراة بالطول، وهي طريق تكون مزدحمة في معظم ساعات النهار: فلسطينيون في طريقهم إلى نابلس؛ يهود في طريقهم إلى إيلون موريه، وإيتمار وهار بركا؛ مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي وحرس الحدود. يهود وفلسطينيون يترددون على مرآب السيارات والمحلات فيما يبدو، ظاهرياً، تعايشاً. أولاد يعرضون بضاعتهم على العالقين في السيارات. وخلف هذا الازدحام الصاخب "الإرهاب" يغلي، والفرصة سانحة. هليل فيغل وشقيقه يانيف قُتلا يوم الأحد في سيارتهما. "المخرب" انتظر السيارة على جانب الطريق، اقترب منهما وشهر مسدسة وأطلق النار عليهما من مسافة قريبة جداً. قتل من أجل القتل، في وسط الطريق، وثمن مؤلم دفعته العائلة بخسارتها ولديها في يوم واحد.
  • ما جرى بعدها يجب أن ننظر إليه بحذر، لأننا نكتب قبل انتهاء الحدث، ولأن وقع الجريمة لا يزال حارقاً وصادماً. شبان يهود خرجوا للانتقام من سكان حوارة والقرى القريبة منها. عشرات المنازل والسيارات أُحرقت، وجرى إطلاق النار على السكان. وأعمال كهذه، بصورة عامة، تذكرنا بما كان يطلق عليه سياسة "جباية الثمن". هذه المرة كان الثمن مضاعفاً ثلاثة أضعاف وأخذ حجماً غير مسبوق. على الأقل قُتل شخص واحد، وأُنقذ الآخرون من منازلهم بمساعدة القوى الأمنية، قبل لحظات من اشتعال النيران فيها، إنها ليلة "البلور" [الليلة التي قام خلالها النازيون بالاعتداء على محلات اليهود في ألمانيا] في حوارة.
  • تجسّد هذه الأحداث الحالة الشاذة التي تسود مناطق الضفة الغربية. القوى الأمنية ستلقي القبض على "المخرب". إذا سلّم نفسه سيقضي طوال حياته في السجن، وإذا أطلق النار سيُقتل. الشبان الذين اقتحموا القرى يعرفون أن أيدي القوى الأمنية مُكبّلة، وفي أقصى الحالات سيجري توقيفهم ليلة أو ليلتين. هم محصنون تجاه القانون: الخوف من الدولة لا ينطبق عليهم.
  • الصعوبة تظهر بصورة أكبر في الحكومة الحالية. وزيران رفيعا المستوى، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير ردّا على مقتل الشقيقين بردود غاضبة. سموتريتش دعا الجيش إلى "ضرب القرى الفلسطينية بالدبابات والطوافات، من دون رحمة بصورة تجلعهم يدركون أن سيد البيت قد جّنّ"؛ بن غفير تباهى بفرض عقوبة الإعدام على "المخربين" التي اقترحها في الأمس على الحكومة. الشبان المشاغبون يمكنهم أن يروا فيهما وفي كتلتيهما دعماً أخلاقياً لأعمالهم. صحيح أن رئيس الحكومة دعا إلى عدم تطبيق القانون بصورة فردية، لكن بإمكانهم الاستماع لما يناسبهم فقط.
  • على الحكومة أن تقرر من هي، هل تتصرف بوصفها السيدة في المناطق [المحتلة]، وهل هي مصرة على تطبيق القانون والنظام على اليهود والعرب في آن معاً، أم أنها تُستخدم كورقة تين لشبان التلال كي يفعلوا في المناطق ما يشاؤون؟ والسؤال عينه مطروح على الجيش أيضاَ الذي في هذه الأثناء لم ينجح في التغلب على "الإرهاب" الفلسطيني ولا على الإرهاب اليهودي.
  • سموتريتش وبن غفير ينظران إلى مثيري الشغب في حوارة ويتذكران ربما نفسيهما: عندما كانا في عمرهم تصرفا مثلهم. هل نضجا؟ ربما، لكن ليس بصورة كافية. أعين الإسرائيليين والعالم تنظر يومياً إلى هذه الحكومة، التي من جهة تطالب بمزيد من القوة لنفسها، وبمزيد من الصلاحيات والحريات، ومن جهة ثانية تُظهر ضعفاً مثيراً للقلق في مجالات تملك فيها قوة. ما جرى في حوارة هو نوع من اختبار.