تصريحات وزير الخارجية الأميركي تعكس قلق الإدارة الأميركية المتصاعد
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • تعكس أقوال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى إسرائيل، والتي جاء فيها إن "الوصول إلى تفاهمات بشأن الاقتراحات الجديدة هي الطريقة الأمثل لضمان قبولها"، القلق المتصاعد في الإدارة من سياسات الحكومة الجديدة في الساحة الداخلية وسلوكها حيال الفلسطينيين.
  • منذ تأليف الحكومة، تمرّر الإدارة رسائل علنية ومن وراء الكواليس. وبحسب هذه الرسائل، تتوقع الإدارة من الحكومة أن تكون واعية بأهمية الحفاظ على القيم الديمقراطية المشتركة للدولتين، وتمتنع من القيام بخطوات أحادية الجانب إزاء الفلسطينيين، كما تمتنع من إجراء تغيير لـ"الوضع القائم" في المسجد الأقصى، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مواجهات عنيفة وواسعة في الميدان.
  • ويمكن أن نضيف إلى ذلك عدة تصريحات لمشرّعين أميركيين وأطراف من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، إلى جانب مقالات تم نشرها في الإعلام الأميركي وفيها تم التعبير عن قلق عميق من الخطوات التي تنوي الحكومة الدفع بها، ويمكن أن تضر بطبيعة دولة إسرائيل الديمقراطية. هذه الخطوات تعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الإدارة الأميركية وفئات واسعة من المجتمع الأميركي للحفاظ على القيم الديمقراطية والليبرالية.
  • أثبت الرئيس بايدن منذ تولّيه المنصب، وعملياً على مدار عشرات السنوات من وجوده في الإدارة، أنه ملتزم بأمن دولة إسرائيل. حتى أن الإدارة بقيادته تعبّر عن تفهمها للسياسة الإسرائيلية في عدة مجالات، حتى لو لم تتطابق هذه السياسة مع توقعاتها، إزاء كل ما يخص دعم أوكرانيا مثلاً.
  • لذلك، على الحكومة الجديدة أن تولي أهمية فائقة للرسائل التي تُسمع من طرف الإدارة، وأن تمتنع من امتحان الرئيس. تجاهُل التحذيرات الأميركية، والأسوأ محاولات الحكومة بث رسائل مفادها أن "كل شيء تحت السيطرة"، يمكن أن يؤدي إلى رد حاد مضاد من طرف الإدارة. وهو ما يمكن أن يتم التعبير عنه بالتراجع التدريجي للدعم الأميركي الواسع للمواقف الإسرائيلية، وفي السيناريو الأسوأ، استعداد الإدارة الأميركية للاستجابة للمطالب الإسرائيلية يصبح جزئياً.
  • وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على رأس سلّم أولوياته في السياسة الخارجية معالجة التهديد الإيراني المتصاعد وكبح المشروع النووي، إلى جانب توسيع "اتفاقيات أبراهام" وضم السعودية إلى دول التطبيع. شرط أساسي لتحقيق هذه الأهداف هو التعاون العميق مع الولايات المتحدة.
  • على السياسة الإسرائيلية إزاء الإدارة الأميركية أن تستند أولاً على الفهم أنه لا بديل من الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. إن العلاقات الخاصة مع الإدارة ضرورية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة إسرائيل. ويجب على حكومة إسرائيل استغلال الوقت الحالي، الذي تسعى خلاله الإدارة إلى تنسيق التوقعات والدفع قدماً بالتعاون في عدة قضايا إقليمية ودولية، بهدف صوغ منظومة علاقات تكون مبنية على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة. ويكتسب هذا أهمية خاصة إن أخذنا بعين الاعتبار الرواسب القديمة للعلاقة بين رئيس الحكومة والحزب الديمقراطي الأميركي.
  • وأكثر من ذلك، على الحكومة عدم الانجرار إلى الصراعات الأميركية الداخلية، والامتناع من دعم أي موقف أو مرشح، وخصوصاً أنه من المتوقع ازدياد الانقسامات الداخلية في أميركا خلال السنتين القريبتين كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية. هذا بالإضافة إلى أنه يجب على الحكومة رصد السبل لإجراء حوار بناء مع مختلف التيارات في الحزب الديمقراطي، وبصورة خاصة مع الجيل الشاب، بسبب التراجع الذي جرى خلال الأعوام الأخيرة في علاقة هذا الجيل بإسرائيل ودعمه لها.