عباس أراد مبادرات سياسية وبلينكن اقترح تطوير شبكة الخليوي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الصحافي المصري المخضرم أحمد رجب تحدث ذات مرة عن ثلاثة أنواع من الكلام في الحديث الدبلوماسي - السياسي: كلام قوي ذو مضمون، وكلام فارغ من المضمون، وكلام قوي، لكن من دون مضمون. الكلام الأخير هو الذي نحب سماعه، يدغدغ المشاعر ويدفع إلى الابتسام، لكنه فعلياً كلام أجوف ولا يحمل أي أخبار حقيقية. هذا ما يُجمع عليه كل مواطن فلسطيني، وليس فقط السلطة، في وصف الحديث مع المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية في واشنطن، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن. إنه الكلام عينه منذ أيام جورج بوش الابن، مروراً بباراك أوباما، وصولاً حتى اليوم، باستثناء مرحلة دونالد ترامب التي كان خلالها البيت الأبيض ينظر إلى الفلسطينيين بعيون مجلس مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
  • يتركز الخطاب الإسرائيلي على خطة ليفين - نتنياهو لإضعاف المنظومة القضائية، وإلى أي حد تستطيع الإدارة الأميركية التأثير فيها، وبالطبع، هناك موضوع إيران. ولولا الهجمات في النبي يعقوب وفي سلوان، ثمة شك في أنه كان سيجري التطرق إلى الموضوع الفلسطيني. منذ أكثر من عام، الوضع في الضفة الغربية يتفاقم، وعدد الضحايا في الجانب الفلسطيني يرتفع، وفي كل مرة صرخ فيها الفلسطينيون كانوا يطالبونهم بالسكوت - ويقولون لهم إنه لا يوجد أفق للعملية السياسية. بدأ هذا مع بينت، ومع لبيد، والآن عباس من جديد، وجهاً لوجه مع نتنياهو، معززاً ببن غفير وسموتريتش. وإذا لم يكن هناك إمكانية للحديث عن أفق سياسي قبل أشهر، فإن صفحة هذا الأفق قد طويت تماماً الآن. الحديث المستجد هو منع وقوع تصعيد جديد، ومن أجل ذلك، بلينكن مستعد لإبقاء أشخاص من طاقمه في المنطقة. وسوف نرى باربرا ليف وهادي عمرو يواجهان بن غفير.
  • يتعين على الإدارة الأميركية أن تفهم أن الفلسطينيين، حتى السذج بينهم، ليسوا أغبياء إلى هذا الحد. لا حاجة إلى تكرار عبارات، مثل التزام الولايات المتحدة "بهدف تحقيق الاحترام والعدالة والمساواة في الفرص للطرفين، وحل الدولتين"، بينما عملياً، تفعل إسرائيل ما تشاء من دون أن تأخذ في حسابها الضغط الدولي من أي طرف جاء، وبالأساس الضغط الأميركي. بينما كل خطوة يقوم بها الجانب الفلسطيني في الساحة الدولية، بما فيها التوجه إلى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية، تُعتبر خطوة استفزازية وتؤذي الثقة.
  • خلال المحادثات، استمع عباس إلى تحفّظات بلينكن عن قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والرغبة في الاستمرار في التوجه إلى المنظمات الدولية. عباس الذي لم يعد يأمل بشيء، أوضح أنه من غير الممكن وضع قيود على هذه الموضوعات. من جهته، طرح بلينكن الحاجة إلى القيام بخطوات تبعث على الثقة، لكنه بدلاً من أن يقدم مساراً فعلياً له مضامين سياسية واستراتيجية، كما هو متوقع من وزير خارجية دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، تحدث عن تقديم مساعدة اقتصادية للسلطة وتسهيلات مدنية، بينها تطوير شبكة الخليوي، كـأن سقف توقعات الفلسطيني في رام الله وفي جنين التحدث في الخليوي ورؤية فيديوهات التيك توك.
  • كل الأمور الأخرى تم تأجيلها: خطوط 1967 لم تعد ذات دلالة، استمرار البناء في المستوطنات واستمرار الاحتلال لم يُذكرا في كلمة، وحتى التصريحات بشأن فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، أو فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، لم تكن مطروحة على جدول الأعمال. إعفاء إسرائيل من الحصول على تأشيرة من أجل الدخول إلى الولايات المتحدة ستحصل عليه لقاء ثمن منخفض: السماح للفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأميركية بالدخول إلى أراضيها والسفر من مطار بن غوريون.
  • مع أخبار من هذا النوع، من غير المستغرب عدم إجراء لقاء مع الإعلاميين في نهاية الاجتماع. بالنسبة إلى الفلسطينيين، لا يوجد ما يمكن الحديث عنه، باستثناء رسالة قصيرة إلى عباس. انتهت الزيارة من دون مضمون، ومن دون أمل.
  •  
 

المزيد ضمن العدد