لا فائدة من الخطوات العقابية ضد زعماء فلسطينيين بعد توجُّههم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
تاريخ المقال
المصدر
- مؤخراً، قررت الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات عقابية ضد قادة فلسطينيين، بعد تقدُّمهم بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لكن هذه الخطوات كانت رعناء، لا فائدة منها على الإطلاق، ومن شأنها خلق دوامة انتقامية تزيد في حدة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
- علمنا بأن وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية انتظر في الطابور من أجل العبور من معبر اللنبي. إن مثل هذه الخطوات لن يساعد إسرائيل، بل سيؤدي إلى الإذلال الذي يسيء إلى كرامة وشرف واحترام الناس الذين يمثلهم. عموماً، الرد لا يتأخر. وهو يتجلى في زيادة الأعمال العدائية وتفاقُم الكراهية. مَن يوقف هذا؟ بالتأكيد ليس مثل هذه الخطوات الشعبوية والمتسرعة.
- إن دولة إسرائيل قوية بما فيه الكفاية للدفاع عن نفسها في مواجهة قرارات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ومن حقها مواجهة أيّ ضرر يلحق بها وبمواطنيها، لكن على الحكومة التصرف بتعقُّل وروية، وليس بصورة عدائية. لا جدال في أن الخطوات التي يقوم بها الفلسطينيون تشكل خطراً على أمن إسرائيل وتستوجب رداً، لكن في إمكان إسرائيل إقناع خصمها بعدم جدوى خطوته، وتشجيعه على انتهاج سياسة استراتيجية تأخذ في الاعتبار التداعيات في المستقبل.
- إن الرأي السائد وسط شريحة كبيرة من الشعب في أن "العرب يفهمون بالقوة فقط" ثبت منذ وقت طويل أنه غير صحيح. فالجيل الفلسطيني الحالي لا يخاف، ولا يسعى للحفاظ على حياته. فهم يقومون بهجمات "إرهابية بغيضة"، فردياً أو من خلال مجموعات، وهم يعلمون بأنه ليس هناك فرصة في خروجهم أحياء. وعلى الرغم من ذلك، فإن العداء يزداد ودوامة النزاع تتعاظم، فإلى متى؟
- الإذلال مؤذٍ بصورة لا تُحتمل لأي شخص، مهما كان. صحيح أن الرد عليه يختلف بحسب ثقافة الشخص وتربيته، لكنه يشكل ضربة مؤلمة جداً، ومن الممكن أن يكون لها أثر كبير في أيّ شخص. وهو يزعزع كرامة الإنسان وإحساسه بقيمته.
- يبدو أن الفلسطينيين ليس لديهم ما يخسرونه. وهم يؤمنون بأن الزمن سيُرهق الشعب في إسرائيل، وسيستمرون حتى تتحقق مطالبهم. وفي هذه المرحلة، المواطنون الإسرائيليون هم وحدهم الخاسرون. والدولة تنجرّ إلى الانتقام من منفّذي الأعمال العدائية، وتوظف ميزانيات كبيرة، وتحرم الطبقات الضعيفة من الرفاه. وحده الحل، أو الاتفاق، حتى لو كان أحادي الجانب، يمكن أن يؤدي إلى التهدئة.
الكلمات المفتاحية