كيف يؤثر التعاون بين إيران وروسيا في إسرائيل؟
تاريخ المقال
المصدر
- الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 أدى إلى توطيد العلاقات الاستراتيجية بين روسيا وإيران، بينما تساعد إيران روسيا من خلال التأييد الدبلوماسي وتزويدها بالعتاد العسكري. توجد بين روسيا وإيران مصالح مشتركة في مجالات عديدة. وقبل كل شيء، تعتبر الدولتان أن الولايات المتحدة تشكل تهديداً لنفوذهما، وهما معنيتان بتقليص تدخُّلها في الشرق الأوسط وأوروبا.
- كما تعاني الدولتان جرّاء عقوبات اقتصادية فرضتها عليهما الدول الغربية. والغرض من التعاون بين روسيا وإيران تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. بالنسبة إلى إيران، التقرب من روسيا مهم، وخصوصاً في ضوء الحلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج. كما توجد مصلحة مشتركة بين إيران وروسيا في سورية. فقد حاربت الدولتان في العقد الأخير من أجل المحافظة على نظام الأسد في سورية، وحاربتا تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الجهادية السنية وغيرها في سورية.
- بالإضافة إلى ذلك، يوجد أيضاً تضارُب لا بأس به في المصالح بين إيران وروسيا في سورية وبحر قزوين. على سبيل المثال، الدولتان تريدان المحافظة على نظام الأسد كحاكم وحيد في سورية وتقليص حجم التحرك الأميركي والتركي في سورية، لكن من جهة أُخرى، روسيا معنية بالحفاظ على مناطق نفوذها بصورة حصرية في منطقتيْ اللاذقية وطرطوس القريبتين من الساحل السوري، وهي حريصة على استقرار سورية وإعادة إعمارها. بالإضافة إلى ذلك، روسيا ليست راضية عن التمركز العسكري الإيراني في سورية، الذي يستدرج ردوداً عسكرية إسرائيلية، وتتخوف من تبعية نظام الأسد لإيران. كما من المهم، بالنسبة إلى روسيا، الحفاظ على العلاقات مع السعودية، أكبر خصم لإيران في المنطقة، وخصوصاً في كل ما له علاقة بالتنسيق في موضوع إنتاج النفط وتحديد أسعاره في السوق.
- الحرب في أوكرانيا لم تؤدّ فقط إلى توطيد العلاقات بين روسيا وإيران. فإيران اليوم هي التي تساعد روسيا بالعتاد العسكري والدعم الدبلوماسي، بينما تستخدم روسيا المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران كورقة مقايضة مع الدول الكبرى في أوروبا، ومع الولايات المتحدة. لكن من ناحية ثانية، لا تريد روسيا رؤية دولة نووية قريبة منها تخرق التوازن الاستراتيجي في آسيا الوسطى.
- في هذه المرحلة، يبدو أن تعميق التعاون بين روسيا وإيران لا يشكل تهديداً أمنياً مهماً للقدس. لكن يتعين على إسرائيل أن تتابع، عن كثب، استمرار إيران في تزويد روسيا بالسلاح، لأن أوكرانيا تشكل، بالنسبة إلى إيران، حقل تجارب مهماً لصناعتها العسكرية، ويمكن أن تستخدمه في مواجهة محتملة ضد إسرائيل. كما يتعين على إسرائيل الحفاظ على العلاقات الجيدة مع روسيا بسبب مصلحتها في مواصلة المعركة بين الحروب في سورية، مع أقل قدر ممكن من القيود. بيْد أن الحاجة إلى الحفاظ على سياسة محايدة إزاء روسيا يمكن أن تؤدي إلى خلق توترات مع الإدارة الأميركية، ومع دول أوروبية، ومع الغرب. لذلك، حسناً تفعل إسرائيل بالاستمرار في تقديم المساعدة الإنسانية إلى أوكرانيا.
- في المقابل، يتعين على إسرائيل جمع المعلومات المتعلقة بالاستخدام الروسي للسلاح الإيراني. كما عليها التعاون مع أوكرانيا، سراً، من أجل تحسين وسائل الدفاع الجوي لديها ضد استخدام المسيّرات. ومثل هذا التعاون سيتيح لإسرائيل فهماً أفضل عندما تواجه تهديداً مشابهاً تتعرض له الأراضي الإسرائيلية.