نظرية خاطئة في مواجهة حزب الله
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في الأسبوع الماضي تحدث تقرير كتبه عيدان أفني ونشرته "يسرائيل هَيوم" عن ارتفاع الحوادث التي وقعت على السياج الحدودي مع لبنان بنسبة 420%. عناصر حزب الله يقومون بدوريات بالقرب من الحدود، يراقبون، ويشقون طرقات.
  • وتحدث التقرير عن أسلوب جديد مثير للاهتمام: عناصر حزب الله المنتشرون في المنطقة القريبة من المطلة يقومون باستخدام الليزر ضد سكان المستوطنة في محاولة لإزعاجهم. رداً على ذلك، وُضعت أضواء كاشفة قوية. وجاء في التقرير أن جرافات للجيش الإسرائيلي اجتازت السياج الحدودي وقامت بأعمال حفر في المنطقة الخاضعة للسيادة الإسرائيلية، راقبها عناصر حزب الله الذين وقفوا على مسافة أمتار قليلة من الجرافات والعمال وجنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يوفرون لهم الحماية. وذكر التقرير أن هؤلاء الأشخاص ليسوا موظفين في مكاتب، بل هم على الأرجح من المقاتلين.
  • أود أن أذكّر القراء بأن القرار 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن في نهاية حرب لبنان الثانية في آب/أغسطس 2006، واعتبرته وزيرة الخارجية، آنذاك، تسيبي ليفني قمة الإنجازات في فترة عملها، حدد أن الجيش اللبناني هو الذي يجب أن ينتشر على طول الحدود مع إسرائيل، ويجب أن يمنع عناصر حزب الله من الاقتراب من الحدود. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق وقّعته إسرائيل وممثلو الحكومة اللبنانية.
  • لا أعتبر هذا الاتفاق "إنجازاً"، وباستثناء ليفني ورئيس الحكومة إيهود أولمرت وبعض "خبراء الأمن" الإسرائيليين، لم يأخذ أحد الاتفاق الموقّع بجدية. السيدة ليفني والسيد أولمرت اختفيا من عالمنا السياسي، يهمني أن أقول ذلك للذين يتباهون باتفاق الغاز الموقّع مؤخراً بين دولة إسرائيل وبين جهة لا تتمتع بأي صلاحية أو مسؤولية في لبنان، والذين يعتمدون هم أيضاً على جهات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، ومعرفتهم الأمنية بالساحة اللبنانية تذكّرني، مع الأسف، بمسؤولي شعبة "تيفيل" في الموساد. هذه الشعبة التي تولى عناصرها المسؤولية عن معالجة العلاقات مع المنظمات اللبنانية في سنة 1976، وأيّدوا، عن جهل، الفكرة غير القابلة للتحقيق لوزير الدفاع، آنذاك، أريئيل شارون، "إقامة نظام جديد في لبنان".
  • من المثير جداً للقلق تأييد المسؤولين الرفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية أفكاراً تبدو لاحقاً أنها خطأ، مثل اتفاق أوسلو، أو تأييدهم الشديد للانسحاب من الجولان في مقابل اتفاق سلام مع سورية. مواقف هؤلاء المسؤولين الرفيعي المستوى تطرح تساؤلات عن قدراتهم المهنية.
    خمسون عاماً مرت على حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، التي كشفت حوادث كثيرة جداً وقعت خلالها عن تحجّر جهات مهنية - بالأساس المواجهة بين عناصر الاستخبارات ورئيس الاستخبارات العسكرية الذي تمسّك بنظرية خاطئة، والدوافع التي جعلته يواصل التمسك بوجهة النظر هذه، على الرغم من المعلومات التي تدفقت من وكالات الاستخبارات، والتي أشارت إلى حرب أكيدة لم يُحقَّق فيها حتى اليوم، وثمة شك في حدوث ذلك.
  • إسرائيل وقّعت في سنة 2022 اتفاقاً مع كيان سياسي غير قادر على الالتزام بشروط الاتفاق السابق الموقّع في سنة 2006، وفي الحالتين، جرى الأمر برعاية ومباركة وإلحاح جهات أمنية رفيعة المستوى لا تتحمل المسؤولية عن أخطائها.