تقرير: المؤسسة الأمنية تقدّر أن الولايات المتحدة مهتمة بالعودة إلى المفاوضات مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يقدّر مسؤولون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بتوقيع اتفاق نووي مع إيران وحدوث انعطافة تؤدي إلى استئناف المحادثات في الأشهر المقبلة. هذا على الرغم من قول الرئيس جو بايدن في الشهر الماضي إن الاتفاق "مات". ووفق هؤلاء المسؤولين الكبار، فإن المستوى العسكري في الولايات المتحدة يؤيد توقيع الاتفاق، والعقبة الأساسية في هذه المرحلة هي الدعم الإيراني لروسيا في حربها في أوكرانيا.

وبالاستناد إلى هذه المصادر، تعتقد واشنطن أن الاحتجاجات الداخلية في إيران والأزمة الاقتصادية في الدولة يمكن أن تؤديا إلى عودة الإيرانيين إلى المفاوضات مع الدول الكبرى، والمعلّقة منذ عدة أشهر. ويعتقدون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن كلام بايدن بشأن موت الاتفاق هو زلة لسان وليس كلاماً ملزماً، وذلك على الرغم من توضيح الناطق بلسان البيت الأبيض في شؤون الأمن القومي جون كيربي، في الأسبوع الماضي، عدم حدوث تقدُّم في الاتصالات، و"عدم توقُّع حدوث تقدُّم في المستقبل القريب".

إلى جانب التهديد النووي، تتخوف المؤسسة الأمنية من ازدياد النفوذ الإيراني في مناطق جديدة في الشرق الأوسط. ويعتقد مسؤولون في الاستخبارات أن تكثيف الوجود الإيراني في العراق هدفه توسيع النفوذ الإيراني إلى مناطق أُخرى، بينها الأردن. ووفقاً لكلامهم، يرى الإيرانيون في الأردن، الذي يعاني جرّاء أزمة داخلية حادة، هدفاً محتملاً، وهم يعملون من أجل تحقيقه.

و هناك إجماع واسع في المؤسسة الأمنية على أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب – بتشجيع من إسرائيل-  كان خطأً استراتيجياً. وفي رأي مصادر استخباراتية، الانسحاب من الاتفاق لم يترافق مع خطة عمل بديلة لمواجهة الخطر النووي الإيراني. وفي رأيهم، الإيرانيون اليوم في وضع أفضل بكثير منذ بدء العمل في البرنامج النووي. وادّعى مصدر سياسي أن حكومة نتنياهو السابقة لم تعمل بما فيه الكفاية للجم الإيرانيين ومنعهم من تطوير القنبلة، وقال: "الجميع اعتقد أن الضغط الاقتصادي سيُخضع الإيرانيين، لكن من الواضح أن هذا كان غير صحيح."

وبحسب المصدر، خصصت حكومة لبيد - بينت مليارات الدولارات لتحضير بديل عسكري جرت في إطاره بلورة خطة عمل جديدة وشراء عتاد عسكري متطور. وعملت الحكومة على تعزيز التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة ودول الخليج. ومع ذلك، يشدد المصدر على أن "إسرائيل لا تملك القدرة اللازمة على مواجهة البرنامج النووي الإيراني من دون تأييد الولايات المتحدة والتعاون معها، وكل مَن يقول غير ذلك، فإنه لا يقول الحقيقة."

كما تتخوف المؤسسة الأمنية من أن يؤدي تغيُّر السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى المسّ بالتعاون مع الولايات المتحدة، وتأمل بأن يكبح نتنياهو الخطوات التي يمكن أن تتسبب بضرر لا يمكن العودة عنه. مع ذلك، تتخوف مصادر أمنية من أن تقوم الحكومة الجديدة بخطوات بعيدة المدى. "ما نراه الآن لن يؤدي إلى مكان جيد - والأميركيون لا يخفون استياءهم"، قال مصدر أمني رفيع لـ"هآرتس".

بالإضافة إلى التهديد النووي، في إسرائيل قلقون من عدم استعداد الولايات المتحدة للعمل ضد التمركز الإيراني في الشرق الأوسط. وقد أعربت المؤسسة الأمنية عن خشيتها من صفقات السلاح التي من خلالها زوّد الإيرانيون الروس بسلاح متطور، في مقابل تعهدات روسية بنقل وسائل قتالية إلى لبنان ومساعدة الوجود الإيراني في سورية. وتتخوف المؤسسة الأمنية بصورة خاصة من الوجود الجوي الروسي في المجال الجوي في سورية ولبنان، الأمر الذي يمكن أن يشكل تحدياً لحرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي.