تقرير: قائد حرس الحدود يؤكد دعمه الكامل لعناصره الذين شاركوا في نشاط عسكري في جنين لدى مقتل الفتاة جنى زكارنة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قام وفد من المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية أمس (الخميس) بزيارة تعزية إلى عائلة الفتاة الفلسطينية جنى زكارنة (16 عاماً) التي قُتلت قبل عدة أيام في مدينة جنين في الضفة الغربية خلال نشاط عسكري لقوات من الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود لاعتقال مطلوبين.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية في واشنطن أن الولايات المتحدة تؤكد دعمها لإجراء تحقيق ومساءلة، وفي الوقت نفسه، تعرب عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى والمصابين، ومن بينهم أطفال في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين.

في المقابل، أعرب قائد حرس الحدود اللواء أمير كوهين عن دعمه الكامل لعناصره الذين شاركوا في النشاط العملاني في جنين لدى مقتل الفتاة زكارنة. وقال إن التحقيق الذي اطّلع عليه بعد حادث القتل يشير إلى أنهم "تصرفوا بإخلاص وشجاعة وحزم وبشكل لا لبس فيه."

وأضاف كوهين في سياق كلمة ألقاها خلال حفل تخريج مقاتلين من وحدة "يسام" لمكافحة "الإرهاب" التابعة للشرطة أقيم أول أمس (الأربعاء): "عبّرت بشكل قاطع، ومن دون تحفُّظ، عن تأييدي ودعمي للمقاتلين. ولقد قررت، بناءً على التحقيق الذي عُرض عليّ بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، أن مقاتلينا تصرفوا بشكل أخلاقي، بالاعتماد على قيم، وبشجاعة وتصميم، وأنقذوا أرواحاً. ولهذا فإنني أحييهم."

وقال كوهين إن القتال في مناطق معادية، كما رأينا مؤخراً في منطقة جنين، يخيّم عليه ضباب المعركة أحياناً؛ "وعلى هذا النحو، نحن ملزمون باتخاذ قرارات تحت النار، وفي فترة قصيرة من الزمن." وتابع: "ليس لدينا تقنيةVAR  [في إشارة إلى تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو التي يستخدمها الحكام لمراجعة القرارات في مباريات كرة القدم]، ولذا لا يمكننا أن نذهب إلى الشاشة ونقرر ما هو الشيء الصحيح أم لا."

وجاءت تصريحات كوهين هذه بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه يعتقد أن ثمة احتمالاً كبيراً أن يكون شرطي من حرس الحدود أطلق النار بطريق الخطأ وقتل جنى زكارنة التي عُثر عليها ميتة على سطح منزلها في جنين مع إصابة بالرأس بطلق ناري بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة. وذكر الجيش، نقلاً عن تحقيق أولي قام بإجرائه لتقصّي وقائع إطلاق النار، أن قناصاً من شرطة حرس الحدود قام بتصويب نيرانه نحو مسلحين فلسطينيين كانوا يطلقون النار على الجنود من فوق أسطح المنازل خلال العملية.

وأشار الجيش إلى أنه يبحث كذلك في احتمال أن تكون الفتاة زكارنة قد ساعدت المسلحين من خلال مراقبة أو تصوير القوات الإسرائيلية في أثناء العملية العسكرية، ونفى الجيش الادعاءات القائلة إن الفتاة قُتلت عمداً، مؤكداً أن لا أساس لها من الصحة.

بموازاة ذلك، أعرب وزير الدفاع المنتهية ولايته بني غانتس عن أسفه لوفاة زكارنة، وقال إنه يأسف لوفاة أي شخص غير متورط في "الإرهاب" إذا كانت هذه هي الحال بالفعل. وأشار إلى أن العملية العسكرية في جنين كانت تهدف إلى اعتقال فلسطينيين مشتبه في ارتكابهم هجمات إطلاق النار مؤخراً ومتورطين في تنظيمات مسلحة.

وفي إثر الحادث، حثّ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة فيرجينيا غامبا على التحقيق في جرائم الاحتلال ضد الأطفال ووضع إسرائيل على القائمة السوداء.

وتقوم غامبا حالياً بزيارة إلى مناطق الضفة الغربية وإسرائيل.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد في تموز/يوليو الماضي أنه يجب إدراج إسرائيل ضمن القائمة السوداء إذا لم يتحسن وضع الأطفال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة بحلول العام المقبل. واتهمت مراجعة سنوية للأمم المتحدة بشأن الأطفال في النزاعات المسلحة، إسرائيل بارتكاب 2934 انتهاكاً ضد قاصرين في المناطق [المحتلة] في سنة 2021.