نقطة ضعف الجيش ومسار التهريب الجديد: 2023 مع تحديات لا مثيل لها
تاريخ المقال
المصدر
- توفي في نهاية الأسبوع داني شابيرا (97 عاماً). وهو الذي شارك في دورة الطيران الإسرائيلية الأولى التي عُقدت بسرية في تشيكوسلوفاكيا وشارك فيها 4 متدربين فقط. وهو أيضاً مَن أقام أسراب الطيران الأولى وجاء بطائرات "سبيتفاير"، وراكمَ نحو 12 ألف ساعة طيران، وقاد أكثر من 100 نوع من الطائرات.
- يُعَد شابيرا طيار التجارب الأول في سلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية. أجيال من الطيارين والطيارات كبرت على إرثه، ويبدو أن سلاح الجو سيحتاج إلى ذلك في العام القريب. عام يُتوقع أن يكون دراماتيكياً بالنسبة إلى إسرائيل - وبصورة خاصة بالنسبة إلى مَن يُعَد الذراع الطويلة لإسرائيل وبوليصة التأمين الخاصة بها.
الأهداف الطموحة، والتهديدات الجديدة - والطائرات التي خرجت من الخدمة
- سنة 2023 تضع أمام إسرائيل والجيش وسلاح الجو تحديات عظيمة لم نشهدها من قبل. ففي العام المقبل، سيبدأ الجيش بالتعامل مع كل ما يخص "الدائرة الثالثة"، بهدف بناء القوة وإمكانية اقامة قدرة حقيقية على ضرب إيران. كذلك بالنسبة إلى خطة التدريبات التي سيكون لها أهمية حاسمة. فبحسب وكالات أجنبية، تنشط إسرائيل في كافة مناطق الشرق الأوسط، فتمنع تمرير السلاح المتطور إلى أعدائها، وتكبح التمركز الإيراني في سورية، وتنجح في منع حرب على أكثر من جبهة، عبر سلسلة طويلة من العمليات العلنية والسرية.
- لا يزال سلاح السلاح يتزود بطائرات F-35 (سيستمر ذلك حتى 24)، وفي المقابل، يتجهز لاستقبال الطائرات الجديدة التي ستحل محل الـ"يسعور". هذا بالإضافة إلى الاتفاق الذي تم توقيعه مع شركة "بوينغ" للحصول على طائرات جديدة للتزود بالوقود. كما يجري تطوير المزيد من الطائرات من دون طيار في سلاح الجو، والهدف أن يكون ثلث الطائرات في سلاح الجو من دون طيار، حتى نهاية العقد الحالي.
- أنظمة الدفاع الجوي تطورت كثيراً أيضاً هذا العام. منظومة الدفاع الجوي تستكمل توزيع بطاريات "القبة الحديدية" و"مقلاع دافيد" لتغطية البلد كله. هذا بالإضافة إلى أن سلاح الجو يقوم حالياً بسلسلة تجارب بالتعاون مع "الصناعات الجوية"، بهدف التعامل مع التحديات الجديدة، كالصواريخ والمسيّرات الانتحارية وصواريخ بحر - بحر الجديدة الموجودة لدى إيران وحزب الله.
"دبلوماسية جوية": التدريبات الدولية التي تعزل إيران
- ساحة إضافية مهمة كجزء من عزل إيران في المنطقة هي التدريبات المشتركة والتعاون الدولي. "دبلوماسية جوية" يبدأ العمل بها مع أسلحة جو لدول أجنبية، كما يستمر توطيد العلاقات ما بين إسرائيل والدول الأوروبية والدول الخليجية ودول عربية قريبة، مثل الأردن ومصر. وبعد شهرين، سيُجرى في إسرائيل تدريب الـ"العلم الأزرق" مع دول أُخرى في المنطقة. وهو تدريب يرافق العمليات العسكرية التي تجري في الدول نفسها.
نقطة الضعف: متعددة الأذرع
- إحدى نقاط الضعف في الجيش لا تزال الدمج ما بين القدرة على بناء تعاوُن متعدد الأذرع بين أسلحة البر والجو والبحر والاستخبارات والسايبر الدفاعي. هذا الأسبوع، شاركتُ في تدريب "الدمج" في الأغوار، حيث شاركت أسراب الطائرات والوحدات الخاصة من الكتيبة 98 والدبابات. جميعها تدربت على عدة سيناريوهات، بهدف أن يتعلم الواحد من الآخر: بدءاً من قصف دقيق في منطقة ذات كثافة سكانية عالية كغزة، وبعدها احتلال وسيطرة على مناطق إطلاق النار في لبنان، وصولاً إلى حملات اقتحام واسعة في الضفة.
- وفي هذا السياق، قال "ع"، قائد السرب 113 المسؤول عن طائرات الأباتشي، "لقد بنينا مخططاً لمسار تدريب مؤلف من عدة تحديات عملياتية للقوات الجوية والبرية." مضيفاً "كان المطلوب منهم أيضاً التعامل مع الكثير من التهديدات وعمليات تحتاج إلى التنسيق والتعاون لتحقيق الهدف."
التحدي الجديد الذي يُقلق الجيش
- تحاول إيران إقامة مسار جديد لنقل السلاح يُقلق الجيش كثيراً - طيران مباشر من طهران إلى لبنان. وهذا يحدث بالأساس لأنها فشلت في محاولة تهريب السلاح إلى سورية، ومن هناك إلى "حزب الله" في لبنان. في إسرائيل اهتموا بتمرير رسالة إلى لبنان، مفادها أنه إذا حدث هذا، فستهاجم مطار بيروت - كما تم الهجوم على مطار دمشق.
- وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يعلمون في إسرائيل بأن الهجوم في سورية أسهل من الهجوم في لبنان. وهذا لأن الإيرانيين والسوريين حاولوا الرد على الهجوم الإسرائيلي - واستصعبوا ذلك. في لبنان، الوضع أكثر صعوبةً وتركيباً، وذلك لأن لدى حزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ، تشكل أداة ردع بالنسبة إلى إسرائيل.
- صحيح أن تنظيم "حزب الله" لا يرد على تهديدات إسرائيل بشكل رسمي، لكن محللين وصحافيين مقرّبين من التنظيم كتبوا أنه لم يتم إرسال أسلحة من إيران عبر لبنان. وشددوا على أن مطار بيروت لا يُستعمل كمسار تهريب. وفي كل الأحوال، التحديات كبيرة، ومن الممكن أن تتحول سنة 2023 إلى سنة الحسم، إذ على الجيش تطبيق ما تعلمه في التدريبات الميدانية.