تقرير: في إثر عملية التفجير المزدوجة في القدس، كوخافي يقطع زيارته إلى الولايات المتحدة ونتنياهو يتعهد بالتحرك العاجل ضد "الإرهاب القاسي"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قرّر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي قطع زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة والعودة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يهبط في مطار تل أبيب ظهر اليوم (الخميس)، وذلك في إثر تلقّيه إحاطة بشأن حيثيات العملية التفجيرية المزدوجة التي وقعت صباح أمس (الأربعاء) في القدس وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة 20 آخرين على الأقل.

وكانت عودة كوخافي مقررة يوم غد (الجمعة).

وأشارت التقديرات الأولية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن عدداً من الفلسطينيين ضالعون بشكل مشترك في هذه العملية في القدس، وأن منفّذيها عملوا من دون توجيه خارجي، ولم يتلقوا أوامر من منظمات فلسطينية، وفي الأغلب، خططوا لها منذ فترة طويلة.

وعززت الشرطة الإسرائيلية قواتها في القدس عقب عملية التفجير المزدوجة هذه، وشددت على أنه لم يتوفر لديها أي مؤشرات ملموسة بشأن عملية من هذا النوع.

وقدّر خبراء أمنيون أن الخلية التي قامت بالعملية أجرت دراسة للمنطقة التي نفّذتها فيها، ويُشتبه في أن أفراد الخلية قاموا بتصوير شريط فيديو يشير إلى وجود أكبر عدد ممكن من المدنيين في محطة الحافلات، ولذا قاموا بتفجير العبوة الناسفة الأولى من بعيد عند مدخل القدس. وبعد مرور نحو نصف ساعة، وفي مكان غير بعيد، انفجرت بطريقة مماثلة عبوة ناسفة أُخرى عند مفترق راموت.

وتشير التقديرات أيضاً إلى أن العبوتين الناسفتين كانتا صغيرتين نسبياً، إذ نتج معظم الإصابات عن المسامير والشظايا التي تناثرت على مسافة قصيرة.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها يائير لبيد نقاشاً خاصاً في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب في أعقاب العملية التفجيرية المزدوجة في القدس، وأيضاً في أعقاب اختطاف جثمان مواطن إسرائيلي في جنين من جانب مسلحين فلسطينيين. وقام لبيد فور انتهاء النقاش بإطلاع رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة المرتقب بنيامين نتنياهو على آخر المستجدات.

وكان نتنياهو أكد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أنه "يصلي لسلامة الجرحى، ويشدّ على أيدي القوات الأمنية التي تعمل في الميدان."

كما قام نتنياهو بزيارة جرحى العملية في مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس، وأكد بعد الزيارة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أن إسرائيل تواجه "إرهاباً" قاسياً وتعهّد بالتحرك من أجل إعادة الشعور بالأمان إلى جميع سكان الدولة بأسرع ما يمكن. 

ووصل وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف إلى موقع العملية وتلقى إحاطة من قائد الشرطة.

وقال بار ليف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام: "كان صباحاً قاسياً جداً. آمل أن نلقي القبض على المنفّذ، أو المنفّذين، أو المنظمة. من الواضح أننا أمام عملية معقدة، فهي ليست نتاج إلهام، أو من تدبير شخص قرر صباحاً القيام بعملية، وأعتقد أنه مع الوقت، سنلقي القبض على المنفّذين، أحياء أو أمواتاً."

كما وصل رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذي من المتوقع أن يشغل منصب وزير الأمن الداخلي، إلى مكان العملية عند مدخل مدينة القدس، وقال لوسائل إعلام: "أقول بأبسط طريقة إنه يجب قطع السلسلة وجباية ثمن الإرهاب. وهذا يعني أيضاً أنه يجب العودة إلى الاغتيالات المركزة، ووقف التسهيلات في السجون، التي يسخر الإرهابيون منا فيها. ويعني أيضاً أنه منذ هذا الصباح يجب أن يكون كل شيء في السجون الأمنية مغلقاً، من دون خروج ولا دخول."

كما عقّب رئيس تحالُف "الصهيونية الدينية" عضو الكنيست بتسلئيل سموتريش على العملية، فأشار إلى أنها تعيد إسرائيل إلى الوراء، وإلى مشاهد يتذكرها العقل، لكن القلب يريد أن ينساها. وأضاف: "في هذه الساعة، أود فقط أن أبعث بتمنياتي بالشفاء للجرحى، وبعناقي للقوات الأمنية التي تعمل في الميدان."

على صعيد آخر، شجبت دول عديدة، بينها الولايات المتحدة وتركيا ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، العملية في القدس، وأعلنت تضامنها مع إسرائيل. 

وأصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل بياناً أكدت فيه أنها تدين بأشد العبارات الممكنة الهجمات "الإرهابية" التي وقعت في أماكن عامة في القدس، وتقدم تعازيها إلى الضحايا وأُسرهم.

وأضاف البيان: "إننا نراقب الوضع عن كثب. كما نؤكد مرة أُخرى أن الإرهاب هو طريق مسدود لا يحقق شيئاً على الإطلاق."