التحقيق في موت أبو عاقلة هو إشارة: نحن نعاني أزمة ثقة
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف
  • الغضب الشديد في المؤسسة الأمنية في الصباح الذي تلا إعلان الأميركيين قرارهم، فتح تحقيق جنائي في ظروف مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، يدل بالأساس على خيبة الأمل. في إسرائيل، وبقيادة وزير الدفاع بني غانتس، كان هناك حرص في العامين الأخيرين على التحدث باحترام مع الأميركيين، وبهدوء، وتحت الرادار. لذلك، كان ما نشرته القناة 14 بشأن فتح تحقيق مثيراً للاستغراب. لكن مساءً، وصل بيان رسمي: الـFBI سيحقق في أفعال إسرائيل.
  • ردّ وزير الدفاع على الفور، وبحدة، وبذلك خرج عن الخط الذي التزم به طوال هذا الوقت. فقد أعلن رفضه القرار، وأن إسرائيل لن تتعاون مع التحقيق، لأن لديه مؤسسة قوية تفحص وتحقق بجدية. بكلمات أُخرى، يقول غانتس إنه يغطي مؤسسته ويطلب من الأميركيين عدم التدخل.
  • الطلب الأميركي بإجراء مثل هذا التحقيق هو سابقة، حتى لو نُفِّذ من دون التعاون مع إسرائيل، لأنه يفتح الباب أمام الفلسطينيين، وسيكون أحادي الجانب بالمطلق. من ناحية ثانية، التعاون هو إجراء غير مسبوق يمكن أن يتضح أنه خطأ أكبر بكثير. لذا، ما ستقرره إسرائيل لا يغيّر شيئاً، فهي الخاسرة في هذه القضية.
  • لم يتضح ما هي الخلاصات التي يريدون التوصل إليها. فقد قُتلت شيرين أبو عاقلة خلال يوم قتالي أُطلقت فيه آلاف الرصاصات. ليس هناك مقاتل أو قائد استيقظ في ذلك الصباح وقال لنفسه "اليوم سأقتل صحافية"، وفي جميع الأحوال، ليس هناك وسيلة لمعرفة ما جرى هناك بدقة. وحتى لو تحمّل الجيش الإسرائيلي المسؤولية عما جرى عشرات المرات، يبدو أن هذا ليس كافياً لأي طرف من الأطراف. يظهر الخبث تحديداً لدى الجانب الأميركي، لأنهم في عقيدتهم القتالية: كل عمل لم يتورطوا فيه، لا يستحق الاهتمام، وتثبت أحداث كثيرة في الماضي أن ليس لديهم مشكلة في تنفيذ هجمات، من دون أن يحسبوا حساب الأبرياء. فجأة، حدثت المعجزة وإذا بموت الصحافية يحرك المسؤولين الكبار، ويصل الـFBI للتحقيق في الحادث.
  • لماذا الأميركيون متحمسون للتحقيق في هذه القضية؟ يبدو أن الصحافية هي مجرد ذريعة بالنسبة إليهم. نحن الإسرائيليون نعاني أزمة ثقة.