الحكومة الجديدة لن توقف عمليات المهاجم الفرد
تاريخ المقال
المصدر
- هجوم الأمس (الثلاثاء) بالقرب من أريئيل وقع قبل ساعات من أداء الكنيست الجديد القسم، وعملياً، كان في استقبال الحكومة الجديدة التي ستؤلَّف قريباً. كما هو متوقع، ضيق المسافة بين الشأنين الأمني والسياسي أثمر خطاباً عنيفاً من جانب الائتلاف الذي في قيد التشكل، لذا، من المهم القول منذ الآن: ليس لدى الحكومة الجديدة، كما الحكومة المنتهية ولايتها، أي وسيلة أو حلّ آخر - لأن الجيش لا يملك ذلك. وبالتالي، من المستحسن لأعضاء الائتلاف، وبينهم مَن سيتولى حقائب وزارية، وأعضاء في المجلس الوزاري المصغر، والذين تتوجه نحوهم أنظار الجمهور، ألا يقدموا وعوداً وتصريحات.
- "المخرّب" الذي قتل في الأمس 3 إسرائيليين هو محمد مراد سامي صوف (18 عاماً)، من سكان قرية حارس، يحمل تصريح عمل في المنطقة الصناعية في أريئيل، ولم يكن لديه سِجلّ أمني. وكما كُتب أكثر من مرة، لا توجد طريقة لوقف هجمات الأفراد، فالمهاجم اجتاز الفحص الدقيق للشاباك والإدارة المدنية، والعمل المهني لقوات الجيش أو القوات المدنية المتواجدة على الأرض.
- المهاجم الفرد المسلح بسكين ليس كتنظيم "عرين الأسود" الذي نجح الشاباك والجيش في التصدي له في نابلس، والباقي قامت به السلطة الفلسطينية. لا يستطيع الجيش استقدام المزيد من القوات النظامية إلى الضفة الغربية، لأن كل الوحدات موجودة هناك منذ آذار/مارس. في هذه الأثناء، القوات لا تتدرب ومستوى جهوزيتها تضرر. من بين القرارات المُلحة المطلوبة من رئيس الأركان الجديد هرتسي هليفي، هل يجب استنفاد القوات النظامية، أو العمل على تعبئة الاحتياطيين، الأمر الذي يمكن أن يكلّف الاقتصاد كثيراً في ظل أزمة اقتصادية.
- الواقع في الضفة الغربية يعلمنا بأننا في حالة مختلفة طويلة وأكثر استنزافاً. وهو يشير إلى تطورات عميقة في المجتمع الفلسطيني، إذ يستلهم أشخاص ليسوا جزءاً من أنشطة عرين الأسود من الشبكات الاجتماعية، ويحصلون منها على الحافز. الهجوم الأخير الذي، مع الأسف، نجح أكثر بكثير مما خطّط له منفّذه، يمكن أن يتحول إلى نموذج من المحاكاة، سواء من ناحية الشجاعة، أم من ناحية إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا الإسرائيليين.
- منذ الأمس، يقول كبار مسؤولي الجيش، وهم على حق، أنه كان من الممكن وقف الهجوم خلال وقت قصير جداً لو أن حارس الأمن لم يطلق النار في الهواء، بل أطلقه على المهاجم وقام بمطاردته. هذه هي المرة الثانية التي ينتقد فيها الجيش حراس الأمن المدنيين في منطقة أريئيل، على خلفية سلوكهم. لكن يتعين على هؤلاء الضباط أن يتذكروا أن أداء الجيش الإسرائيلي في بعض الحوادث، مثل الهجمات في شفي شومرون وشعفاط، كان إشكالياً. في تلك الحوادث لم يستسِغ الجيش قط الانتقادات التي وُجهت إليه. وهذا لا يعني أنه يجب ألا نستخلص الدروس، لكن من المفيد أن نُجري نقداً داخلياً لكل الأمور.