الانتخابات النصفية الأميركية قد تمنح نتنياهو مجالاً للمراوغة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في وقت كتابة هذه السطور، هناك حقيقة واحدة تصبح أكثر وضوحاً، علماً بأنها ليست حقيقة قطعية، وهي أن الحزب الجمهوري، الذي كان حتى الآونة الأخيرة حزب أقلية، في مجلس النواب من المتوقع أن يصبح (بعد الانتخابات النصفية التي جرت منذ يومين) حزب الأكثرية في هذا المجلس ولكن بصعوبة كبيرة.
  • هذا سيؤدي إلى توسيع هامش فرصة المناورة التي ستُمنح للحزب في نشاطاته. وذلك بهدف عرقلة خطوات إدارة بايدن وتحركاتها التشريعية، ووضعها في وضعية دفاع مستمرة بسبب سيطرته على لجان مجلس النواب، بالإضافة إلى قدرته على تأخير، بل إحباط مخططات الرئيس في مجالات المناخ والبيئة والبنية التحتية والتعليم والصحة والميزانية.
  • إلا إن معركة السيطرة على مجلس الشيوخ لم تُحسم بعد، ويبدو أن الموجة الحمراء العارمة التي حذّر منها دونالد ترامب مرات ومرات لم تغمر البلاد بعد. إذا نجح الحزب الديمقراطي فعلاً في الحفاظ على الحد الأدنى من التقدم في مجلس النواب، فإن الانقلاب الذي حدث أمس في المجلس، على ما يبدو، لن يكون أكثر من "تمرد". واستمرار السيطرة الديمقراطية على مجلس الشيوخ - إذا حدث ذلك فعلاً - سيضمن على الأقل أمراً مهماً، وهو تشكيل طبيعة المحكمة العليا وصورتها لأعوام عديدة قادمة، وستتمكن الإدارة من منع تحويل المؤسسة إلى قلعة للمحافظين المتشددين، وأن تكون الإدارة قادرة على إيقاف عملية تحويل المؤسسة إلى حصن محافظ متشدد متميز، مع ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات أيديولوجية وعلى صعيد القيم.
  • ما جرى هو "انتصار" ديمقراطي محدود جداً، فحتى هذا الإنجاز لن يمنع تجميد العملية التشريعية في مجلس النواب (في حال فاز الجمهوريون فعلاً برئاسة هذا المجلس). إلى جانب احتمالية كبيرة لشلل موقت على الأقل في نشاط الإدارة الأميركية وانزلاقها إلى حالة من الجمود واستمرار الصراعات الداخلية بين الأحزاب. هذه الصراعات ستعكس ضعفاً كبيراً على كلٍّ من الفضاءين، المحلي والدولي، وستصعّب على الولايات المتحدة قدرتها على العمل بقوة وثقة، كما ستدفع القيادة إلى اتخاذ قرارات حاسمة في وجه التحديات المحتملة.
  • ومع ذلك، فإنه من الواضح أن شعبية ترامب الكبيرة تبددت أمس في رحلته للعودة إلى البيت الأبيض. وذلك بعد أن فشل جميع مرشحيه في مجلس الشيوخ، ومن المرجح أن يُحرَم حزبه السيطرة على مجلس النواب.
  • أمّا الرئيس بايدن، فقد خرج من الانتخابات النصفية مصاباً بكدمات وعَرَج. من هنا فإن محاولات الولايات المتحدة صياغة المحيط الدولي بيد قوية وواثقة تضررت بشدة بسبب السيطرة الداخلية الضعيفة الجزئية للإدارة الأميركية والضرر الذي لحق بها.
  • الحصيلة من ذلك واضحة: حكومة نتنياهو الجديدة ستحظى الآن بحرية كبيرة في المناورة وبالحد الأقصى من الميزات الناجمة عن هذا الضعف في القيادة الأميركية. وهي ستحاول أن تعزز أكثر العلاقة مع القاعدة الجمهورية الصلبة والمتشددة الملتزمة بإسرائيل.

 

 

المزيد ضمن العدد