تقرير: توقيع مذكرة تفاهُم جديدة بين إسرائيل والأردن والإمارات بشأن صفقة تنص على أن يزوّد الأردن إسرائيل بالطاقة الشمسية وعلى تقديم إسرائيل المياه المحلاة إلى المملكة
المصدر

وقّعت إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة أمس (الثلاثاء) مذكرة تفاهُم جديدة بشأن صفقة تمت بوساطة إماراتية وجرى توقيعها قبل عام، وتنص على أن يزوّد الأردن إسرائيل بالطاقة الشمسية في مقابل تقديم إسرائيل المياه المحلاة إلى المملكة.

وتم توقيع مذكرة التفاهم هذه بحضور المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة "كوب 27"، المنعقد حالياً في منتجع شرم الشيخ في مصر.

ووقّع وزير التعاون الإقليمي، المنتهية ولايته، عيساوي فريج المذكرة نيابةً عن إسرائيل، بدعم من فريق من وزارة شؤون الطاقة، بقيادة المدير العام للوزارة ليئور شيلات. ولم تكن وزيرة شؤون الطاقة، المنتهية ولايتها، كارين إلهرار حاضرة في المؤتمر. ووقّعها محمد النجار، وزير المياه والري الأردني، نيابةً عن الأردن، بينما وقّعتها وزيرة التغيُر المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري نيابةً عن الإمارات.

وتتعهد مذكرة التفاهم بمواصلة الانخراط في تطوير الأدوات اللازمة للخطط في الوقت المناسب لمؤتمر "كوب 28" الذي سيُعقد في الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وتهدف مذكرة التفاهم إلى تأكيد مُضي الطرفين قدماً في الاتفاقية، وأنه سيكون هناك نتائج يمكن رؤيتها في مؤتمر السنة المقبلة.

وكانت مذكرة التفاهم الموقّعة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في إكسبو دبي قد أعلنت فقط عن النوايا.

وتشير المذكرة الجديدة إلى أن دراسات الجدوى لكلٍّ من المشاريع جارية، وتؤكد فيها الأطراف أن مشروعيْ Prosperity Green (الازدهار الأخضر) – وهي محطة للطاقة الشمسية بطاقة 600 ميغاوات، وتشمل تخزين الطاقة، سيتم بناؤها في الأردن – وProsperity Blue (الازدهار الأزرق) – مشروع لتصدير 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة إلى الأردن سنوياً – لهما آفاق إيجابية محتملة.

وسيشهد الاتفاق شراء إسرائيل للطاقة الشمسية من منشأة مقرها الأردن، والتي ستبنيها شركة إماراتية، ويشتري الأردن المياه من موقع إسرائيلي سيتم بناؤه على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وتمثل الصفقة أحدث نتيجة ثانوية لـ"اتفاقيات أبراهام" لتطبيع العلاقات التي وقّعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين سنة 2020، برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بتطوير هذه الاتفاقيات، مع الإشارة إلى أنها ليست بديلاً من ضرورة التوصل إلى سلام إسرائيلي - فلسطيني.

يُذكر أن الأردن إحدى أكثر الدول التي تعاني جرّاء نقص المياه في العالم، ويعود تعاونه في مجال المياه مع إسرائيل إلى ما قبل العلاقات الرسمية القائمة بين البلدين بموجب اتفاق السلام المبرم بينهما سنة 1994. وتواجه المملكة، التي تكاد تكون غير ساحلية، آفاقاً مائية صعبة مع زيادة عدد سكانها وارتفاع درجات الحرارة. وتُعتبر إسرائيل أيضاً بلداً حارّاً وجافّاً، لكن تقنيتها المتقدمة لتحلية المياه فتحت أمامها فرصاً كبيرة لبيع المياه العذبة.