لا توجد طريقة لتوضيح القول التالي: هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يكون فيها اليمين المتطرف أمام تحقيق إنجاز تاريخي. شخصان هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يحظيان بتأييد متزايد، وفقاً للخبراء المهنيين من كتلة اليمين ومن كتلة الوسط - اليسار. العديد من مؤيدي الصهيونية الدينية لم يقترعوا في الماضي، سيشاركون في الاقتراع للمرة الأولى. والتوجه واضح: هذه لحظة مصيرية لليمين الإسرائيلي المتطرف.
ليس القصد من تسمية "اليمين المتطرف" الإهانة. هل تعرفون شخصيات في المنظومة السياسية أو خارجها أكثر تماهياً مع اليمين المتطرف الإسرائيلي تقف إلى يمين بن غفير؟
بن غفير ليس سياسياً، هو رجل دينَ بعدة جرائم، والإعلام الغربي الذي تحدث عنه بكثرة في الأسابيع الأخيرة، تذكّر تاريخه التحريضي ضد يتسحاق رابين. هو تلميذ كهانا، ومن المعجبين (سابقاً) بالمخرّب باروخ غولدشتاين. لو قال أحد لبنيامين نتنياهو قبل 3 أعوام أن بن غفير سيصبح شخصية قوية في كتلة اليمين وهو مَن يوجه إليه الإنذارات، لكان سخر منه.
الأمل في كتلة التغيير بأن يتردد المقترعون قبل أن يضعوا ورقة لمصلحة اليمين الذي وصف مجتمع المثليين بـ "مسيرة البهائم". الأمل في الليكود بأن يدرك ناخبو اليمين، وأغلبيتهم من الشباب، أن قدرة أحزاب السلطة على المناورة بعد الانتخابات ستتقلص إذا نال بن غفير وسموتريتش 16-18 مقعداً.
هذا الصباح، ومع فتح صناديق الاقتراع، تبدو كل الأمور لمصلحة اليمين. في الأيام الأخيرة كان هناك كلام من كتلة التغيير عن ضعف حزب إسرائيل بيتنا، وأن الناخب الاستراتيجي الذي يريد كبح نتنياهو متردد: فحزب العمل يمكن ألّا يجتاز نسبة الجسم وحركة ميرتس أيضاً، ومَن يعرف ماذا سيجري لحزب إسرائيل بيتنا - هذا بالإضافة إلى المعارك الداخلية التي تدور داخل الأحزاب التي تتوجه إلى الجمهور العربي.
في اليمين، لا يوجد حزب على عتبة نسبة الحسم. وكلها وقّعت اتفاقات لتبادُل الفائض في الأصوات. موجة الهجمات يمكن أن تكون قد منحت اليمين قوة، والائتلاف المحتمل واضح للغاية. كل الدلائل تشير إلى أن التصويت لليكود سيصل إلى نسبة مرتفعة، مقارنةً بالانتخابات الماضية. إذا لم يفُز نتنياهو في هذا الوضع، فإنه لن يتمكن قط من الفوز لاحقاً.
في النهاية، نعود إلى البداية: نسبة الاقتراع هي التي ستحدد كثيراً. 54% من الناخبين من الجمهور العربي، وأيضاً لنتنياهو وللائتلاف. وإذا حدث أقل من ذلك، فكل شيء وارد.