قرار أستراليا إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل سابقة خطِرة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • تخيلوا أن تعلن إسرائيل، من دون نقاش مسبق، أنها لم تعد تعترف بكانبيرا عاصمة أستراليا وهي تفضل سيدني عليها. سيبدو هذا هذياناً. ولا يقل عنه هذياناً إعلان أستراليا، من دون مناقشة مسبقة معنا، أنها لم تعد تعترف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل. لقد نجح الجناح الراديكالي في حزب العمال في إجبار الحكومة الأسترالية على التراجع عن قرارها السابق. رئيس الحكومة الأسترالية اعترف بأنه كان في إمكانهم التصرف بطريقة مختلفة وغير متسرعة.
  • بعملها هذا، ألحقت حكومة العمال الحالية ضرراً بعدة أمور. أولاً، بالسيادة الإسرائيلية وحق إسرائيل، مثل أي دولة أُخرى، في اختيار عاصمتها. قبل عدة عقود، قررت البرازيل أن تكون برازيليا هي العاصمة بدلاً من سان باولو. بينما قررت أفريقيا الجنوبية أن يكون لها أكثر من عاصمة، والحكومة تغيّر عنوانها كل ستة أشهر. كما قررت أن يكون لها عاصمة موحدة-عاصمة قانونية. الدبلوماسيون الذي يخضعون للتأهيل للعمل في هذه الدول يتكيفون مع الوضع. ماذا سيفعل السفير الأسترالي المقبل عندنا، هل يرسل كتاب اعتماده بالبريد، أم يأتي إلى مقر الرئيس، رمز سيادة إسرائيل؟
  • ثانياً، خلقت الحكومة الأسترالية سابقة خطِرة. فهي تقول عملياً إنه لا توجد استمرارية بين الحكومات، ويمكن تغيير أيّ قرار. وهذا يجعل القرارات، صغيرة كانت أم كبيرة، هشة وتكاد تكون غير ذات صلة. والمفارقة أن هذه السابقة لها وجه إيجابي لأن حكومة أُخرى قد تتألف في أستراليا، يمكنها أن تتراجع عن القرار السابق والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. لكن الخلل الذي قام به حزب العمال سيبقى كما هو.
  • ثالثاً، أستراليا، الدولة التي أساءت في الماضي إلى الأبورجيين، سكان أستراليا الأصليين، يجب عليها أن تُظهر حساسية خاصة عندما تسيئ إلى العاصمة التاريخية لإسرائيل. وستكون إسرائيل على حق إذا لم تدع الدبلوماسيين الأستراليين إلى عاصمتها، مثل سائر الدبلوماسيين. وبإمكان هؤلاء الاطّلاع على ما يحدث من خلال زملائهم، إلى أن تسمح لهم حكومتهم بالمجيء إلى القدس مجدداً.
  • رابعاً، العلاقات بيننا وبين أستراليا قديمة، والمساعدة التي قدمتها أستراليا إلى الأرض المقدسة لا تقدَّر بثمن. من المحتمل ألا يكون حزب العمال يعلم بهذه العلاقة الخاصة. وفي الوقت الذي تنفصل أستراليا عن القدس، تدرس الحكومة البريطانية نقل سفارتها إلى القدس. لقد أدخل حزب العمال الأسترالي نفسه في وضع عبثي بقراره المؤسف. وإذا كان الأمر كذلك، دعونا نلغي الاعتراف بالعاصمة كانبيرا إلى أن تعيد أستراليا اعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل.