الاتفاق مع لبنان: الإخفاقات السابقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • الاتفاق مع لبنان لم يوقَّع في فراغ. توجد حربان في رؤوس موقعيه: الأولى حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، أما الثانية فهي الحرب الروسية-الأوكرانية الحالية. ما المشترك بينهما؟ في كلتيهما الدولة التي بادرت إلى الحرب منيت بفشل استخباراتي. والأمر لا يشبه الفشل الاستخباراتي في حرب الغفران [حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973]، يوم فشلنا في معرفة قدرات العدو ونياته، وهذا ما ندعوه "فشل استخباراتي ذاتي"، أي الفشل في قراءة قدرات العدو العسكرية.
  • لدى أولمرت وبوتين نظرة مشوهه للذات، قوة عسكرية كبيرة على وشك أن تقهر خلال أيام (في الحالة الأولى)، أو أسابيع (في الحالة الثانية)، تنظيماً عسكرياً أدنى منهما. لقد كانا مخطئين. في نهاية المطاف، خاب أمل الاثنين، وتآكلت صورة جيشيهما لسنوات لاحقة. الجيش الإسرائيلي اكتشف تدنّي مستواه أمام حزب الله، والجيش الروسي يُهان أمام الأوكرانيين.
  • وفي كلتا الحالتين، اتضح أن الأموال الضخمة التي "ابتلعها" الجيش أنفِقت في الأماكن الخطأ – على الأرجح كرواتب، وليس للتدريب والعتاد – في الوقت الذي كانت فيه جهوزية المعدات في وضع كارثي (وحدة الطوارئ للتخزين، أتذكرون؟) وقدرة الجنرالات على شن حرب حقيقية (أو مناورة) متعثرة.
  • يصعب التصديق أن الحكومة الإسرائيلية سنة 2006 وبوتين في سنة 2022، كانا سيتخذان قراراً بشن عملية عسكرية لو كانا على اطّلاع مسبق على قدرات ونوعية جيشيهما.
  • خلال حقبة نتنياهو (أبرز ما حدث خلالها كان استلام كوخافي رئاسة هيئة أركان الجيش)، أصبح الجيش الإسرائيلي جيشاً من المناورين. بقيادة نتنياهو، تراجعت قدرات الجيش على الردع، كي لا نقول على الحسم في مواجهة حزب الله. في كل العمليات التي خاضها نتنياهو ضد غزة، أظهر لـ "حماس" وحزب الله أنه لا ينوي تحريك كتيبة مدرعات واحدة خارج الحدود. "مواجهات نتنياهو" ضد الإرهاب كانت وستكون جوية ومدفعية حصراً. إرث نتنياهو العسكري هو أن قادة حزب الله سيستمرون في السكن بأمان في ضاحية بيروت، وقادة "حماس" في مترو غزة. الطلعات الجوية على المناطق الفارغة واستهدافها يرمي بشكل أساسي إلى تشكيل الوعي الإسرائيلي تحت القبة الحديدية.
  • والآن، يتذمر نتنياهو من سوء الاتفاق. سنأخذ هذا النقد كأمر بديهي ونمضي قدماً: لنفرض أن لبيد-بينت-غانتس وحكومتهم كانوا سعداء بتوقيع اتفاق لتقديم إسرائيل بصورة "ذكورية" ومحقة، ومن دون شك هم يعلمون بأن ما يراه نتنياهو، يراه الناخبون كذلك. ما الذي يعرفونه ولا نعرفه نحن؟ على ما يبدو، هو أنه في الجولة المقبلة مع حزب الله، إسرائيل ليست جاهزة. ما لم يفعله بينت-لبيد خلال حقبتهما القصيرة، فعله نتنياهو على مدى 12 عاماً سابقة. يوجد هنا جيش، ببساطة حُرِم من قدراته على الحسم وردع "حماس" وحزب الله.
  • لكي تتمكن إسرائيل من إبرام اتفاقيات دولية من موقع أفضل، يجب على جدول الأعمال العام ألا يتعامل مع الاتفاق بحد ذاته بل مع السلوك الأمني الحالي وتداعياته. إذ إن قدرة الدولة على إبرام اتفاق تأتي من مكانتها في المنطقة ومن سلوكها المستمر. اتفاق الغاز هو انعكاس مقلق لصورة مكانتنا خلال العقود الماضية.
 

المزيد ضمن العدد