اعتراف متأخر
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي تعترف فيه إسرائيل "بسيادة أوكرانيا على كامل أراضيها، ولا تعترف بنتائج الاستفتاء في الأقاليم الشرقية في أوكرانيا" هو اعتراف مرحَّب به وأمرٌ بديهي. محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضْم مساحات إضافية من الأراضي الأوكرانية في أقاليم دونتيسك ولوهانسك وزابوروجيا وخاراسون، بواسطة الاحتلال العسكري، ومن خلال إجراء استفتاء عام، أمر يستحق الإدانة.
- الاعتراف الإسرائيلي يبدو لافتاً، على خلفية ندرة الإدانات الرسمية الإسرائيلية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 8 أشهر، وهو بمثابة تصحيح لرفض إسرائيل الانضمام إلى إدانات الدول الغربية لضم روسيا شبه جزيرة القرم في سنة 2014. لكن لا يزال المقصود خطوة صغيرة جداً ومتأخرة للغاية. كما أن البيان المقتضب لم يأتِ على ذكر روسيا بالاسم.
- تخوُّف إسرائيل المستمر من الإدانة العلنية للأفعال الروسية، ومن الوقوف، بوضوح، إلى جانب أوكرانيا مثير للاستغراب، ولا سيما في ضوء ضعف روسيا المستمر، سواء في الحرب التي تراجعت فيها في الأسابيع الأخيرة في معظم الجبهات، أم على المستوى الدبلوماسي. فقد فشلت محاولة بوتين الحصول على الدعم، حتى من حلفاء روسيا، مثل الصين في القمة الأخيرة التي عُقدت في سمرقند.
- كما أن ردات الفعل الباردة لكلٍّ من الصين والهند وتركيا على نتائج الاستفتاء العام، تدل على تغيُّر توجّه هذه الدول في التعامل مع سلوك بوتين. فقد أعلنت تركيا أن: "المجتمع الدولي لن يعترف بهذه الحقيقة غير القانونية على الأرض... نكرر تأييدنا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها."
- الذرائع الدائمة التي كان يتحجج بها الزعماء الإسرائيليون بشأن الوجود الروسي في سورية، والحاجة إلى حماية الجالية اليهودية في روسيا، لم تعد قوية. فوضْع روسيا الضعيف في أوكرانيا أجبرها على خفض قواتها في سورية، وتمرُّد الأقليات الإثنية في روسيا على قرار التجنيد الذي أصدره الكرملين يستقطب كل اهتمام النظام.
- استمرار رفض إسرائيل مساعدة أوكرانيا، التي تحارب دفاعاً عن نفسها، هو وصمة عار أخلاقية؛ والموافقة على استقبال 20 جندياً أوكرانياً للمعالجة في مستشفيات إسرائيلية لن تمحو ذلك.