ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأربعاء) أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات في حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى [تابعة لحركة "فتح"] وحركة "حماس" في الضفة الغربية، بواسطة ضربات ينفّذها سلاح الجو الإسرائيلي، من خلال استخدام طائرات مسيّرة هجومية، كما هدّد بتكثيف حملات المداهمة الليلية في شمال الضفة، ولا سيما في منطقتيْ جنين ونابلس، من أجل إلقاء القبض على مطلوبين فلسطينيين.
وأضافت قناة التلفزة أن كوخافي سمح باتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي لم يتم اللجوء إليه منذ أعوام طويلة، فقط إذا لم يكن هناك طريقة أُخرى للتعامل مع الفلسطينيين المسلحين.
وكشفت القناة النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي خطّط لاستخدام مسيّرة هجومية لتنفيذ عمليات اغتيال خلال عمليته العسكرية التي نفّذها في مخيم جنين للاجئين صباح أمس، والتي أدت إلى مقتل 4 شبان فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح. وأشارت إلى أن الجيش امتنع من استخدام المسيّرة لقصف مواقع في جنين في آخر لحظة، نظراً إلى انتفاء الحاجة إلى ذلك.
وأكدت القناة أن التقديرات السائدة في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الاضطرابات في الضفة الغربية قد تستمر أياماً. كما نقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن العملية العسكرية في جنين نجحت في إحباط عملية كبيرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي.
وأجرى كوخافي مساء أمس جلسة مداولات لتقييم آخر مستجدات الوضع الأمني في الضفة، وذلك في إثر العملية في مخيم جنين، وفي ظل حالة التأهب التي كان الجيش رفعها إلى الحدّ الأقصى، بالتزامن مع فترة الأعياد اليهودية.
وقال كوخافي إن العملية في مخيم جنين كانت معقدة ونُفِّذت بمهنية عالية، وكان هدفها إحباط تهديد ملموس، وأشاد بأداء الجيش. وأضاف: "سنواصل الاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات الممكنة، وسنعمل بحسب الضرورة، في أي وقت وفي أي مكان، من أجل ضمان سلامة أمن دولة إسرائيل وسكانها."
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ذكر أنه اندلعت اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين، وذلك في أثناء قيام قوات من الجيش بمحاصرة منزل عائلة منفّذ العملية في شارع ديزنغوف في تل أبيب، في نيسان/أبريل المنصرم، والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 4 فلسطينيين، بينهم شقيق رعد حازم منفّذ عملية ديزنغوف.
وكان منزل رعد حازم، الذي قُتل بعد تنفيذ العملية، قد هُدم في وقت سابق من الشهر الحالي، وهو ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي التي ردت بإطلاق النار، الأمر الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة 16 آخرين. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عملية هدم المنزل كانت معقدة بسبب وجود عدد كبير من المسلحين في المنطقة.