الطريق الطويلة إلى الصناديق
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- عشرات الآلاف من المواطنين البدو الذين يحق لهم الاقتراع، سيكونون غير قادرين على ممارسة حقهم الديمقراطي لأنه، ببساطة، الصناديق بعيدة جداً. الرسالة التي ترسلها إسرائيل إلى البدو واضحة: لا تقترعوا. لا يمكن اعتبار المشكلة مسألة تقنية خالصة. ويتعين على كل إسرائيلي أن يسأل نفسه: هل كان سيصوت إذا طُلب منه السير عشرات الكيلومترات من أجل ذلك؟
- بالاستناد إلى أرقام وزارة الداخلية، يقطن قرابة 82 ألف بدوي في بلدات غير معترَف بها. ونظراً إلى عدم وجود تسجيل دقيق لمكان إقامتهم، جرى توزيعهم على الصناديق من دون الأخذ في الحسبان توزُّعهم الجغرافي. فأُرسلوا إلى الاقتراع في صناديق مستقلة تسمى "صناديق عشائرية". وكانت النتيجة المؤسفة أن البدو الذين يرغبون في المشاركة في الانتخابات مضطرون إلى الاقتراع في صناديق تبعد مسافة 65 كيلومتراً عن مكان سكنهم.
- وعلى سبيل المثال، بدوي يسكن في قرية عبدة غير المعترَف بها، مضطر إلى اجتياز مسافة 30 كيلومتراً إلى القرية القريبة المعترَف بها، بير هداج. وهذا ليس شيئاً مقارنةً بأحد سكان قرية قريبة من سديه بوكير، المضطر إلى قطع مسافة 55 كيلومتراً للاقتراع في شقيب السلام، القريبة من بئر السبع. العديد من هذه الكيلومترات يمر في طرق غير معبّدة. جهود إسرائيل في إقصاء البدو عن صناديق الاقتراع نجحت: معدلات التصويت في القرى البدوية منخفضة، مقارنةً بالمعدل الوطني، وتتراوح بين 27.5% و42.6%.
- في الأسبوع الماضي، رفضت اللجنة المركزية للانتخابات التماساً بزيادة صناديق في مراكز خدماتية ومبانٍ عامة في القرى غير المعترَف بها في النقب. وبرّر رئيس اللجنة قاضي المحكمة العليا يتسحاق عميت قراره عدم زيادة الصناديق بعدم وجود أرقام دقيقة لدى الدولة تتعلق بأماكن سكن القاطنين في هذه القرى، غير المسجلين في السجلات.
- بالنسبة إلى عميت، التصويت "العشوائي" ممكن فقط في مغلفات مزدوجة، لكن لجنة الانتخابات غير مخولة السماح بهذا التصويت لمن لا يذكرهم القانون صراحة، وبذلك، لا تستطيع السماح للبدو بالتصويت بهذه الطريقة. ما يجري هو تعقيد بيروقراطي مقصود. عندما يُطلب من دولة إسرائيل توفير صناديق اقتراع لمواطنيها اليهود، فإنها تفعل ذلك من دون صعوبة. على سبيل المثال، تصويت الجنود والمرضى في المستشفيات والمسجونين. لكن عندما يكون المقصود البدو، تنقصها الأفكار والتكنولوجيا.
- وأضاف القاضي عميت أنه ينوي الطلب من رئيس اللجنة الإقليمية في بئر السبع فحص ما إذا كان ممكناً تقديم مساعدة في عمليات الانتقال من المراكز السكانية إلى صناديق الاقتراع. نأمل أن يجري ذلك في أقرب وقت ممكن. وفي جميع الأحوال، يتعين على دولة إسرائيل وضع صناديق اقتراع قريبة، والسماح بالاقتراع "بمغلفات مزدوجة". إن المسّ بقدرة المواطنين على ممارسة حقهم في التصويت هو بمثابة ضربة قاتلة للديمقراطية.