الجيش بحاجة إلى القيام بعملية في غزة تعيد إلى الأذهان عملية السور الواقي في الضفة
تاريخ المقال
المصدر
- أحد الأجوبة على السؤال، لماذا يفشل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في تحقيق أهدافه، كامن في أن إسرائيل فقدت أهلية ردعها. فالرد الحاسم للجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى بعد اختطاف غلعاد شليط شكل ضغطاً شديداً على القطاع، لكن عندما اضطر الجيش إلى نقل قوات من غزة إلى لبنان عقب تحول القتال البري هناك إلى ورطة، خف الضغط.
- مجريات الحرب في لبنان وعدم تمكن الجيش الإسرائيلي من حسمها لمصلحته، جعلا الفلسطينيين يستنتجون أن إسرائيل تجد صعوبة جمة في القتال داخل منطقة مأهولة، ولم يتغير رأيهم هذا حتى عندما تجددت الاجتياحات ضد أهداف مختلفة في القطاع. الفلسطينيون يقدّرون الآن، وبحق على ما يبدو، أن إسرائيل التي تلعق جروحها ستخشى حالياً الدخول في حرب إضافية على نطاق واسع، وتتطلب تغلغلاً مكثفاً في عمق القطاع. وعندما ترى "حماس" أن الجيش الإسرائيلي منهمك أساساً في حروب الجنرالات، وأن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لا يحظيان لا بثقة الجمهور ولا بثقة القادة الميدانيين، فإن الاستنتاج المذكور يزداد رسوخاً.
- في خاتمة المطاف لن يكون للجيش الإسرائيلي خيار إلا القيام بعملية في عمق قطاع غزة تعيد إلى الأذهان عملية "السور الواقي" [في الضفة الغربية في العام 2002]، وربما السيطرة من جديد على منطقة محور فيلادلفيا، الذي يتم منه تهريب مواد متفجرة متطورة بكميات هائلة. وإذا كان هناك درس يجب تعلمه من الحرب على لبنان، فهو أنه لا يجوز إرسال قوات غير مدربة للقتال.
- مثل هذه العملية لن يحدث اليوم ولا في الأسبوع المقبل ولا حتى بعد شهر. إذ إن الأمر يحتاج إلى عدة أشهر من التحضير والتدريبات. وحتى ذلك الوقت ستستمر معاناة سكان سديروت والنقب الغربي، وسيدفعون ثمن ذلك بدمائهم.