هل أولمرت زعيم قادر على إدارة المصالح العليا لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • كيف يمكن فهم ما جرى في زيارة أولمرت للولايات المتحدة؟ كل شيء منوط بالكيفية التي يجري بها تقويم أولمرت: هل هو رجل أعمال متمرس وذكي، ومواقفه نابعة من المصالح العليا لإسرائيل، أم أنه زعيم متخبط دون بوصلة، وتحركه اعتبارات بقائه في الحكم؟
  • أ: هذا الأسبوع عاد أولمرت إلى واشنطن وشعر برياح التغيير التي تهب هناك. كل المؤشرات تدل على أن إدارة بوش تبلور سياسة جديدة في الشرق الأوسط. الجميع يتكلم عن تغيير، عن خروج من العراق، عن محادثات مع سورية وإيران، وعن تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين. هذه المرة لم يبدِ أولمرت أية مرونة. وبدل أن يقترح تسهيلات في المناطق (الفلسطينية) كسلفة، كما فعل في زيارته السابقة، فإنه قال "لا" لأي تغيير في الموقف الأميركي. حذر من خروج متسرع من العراق، وعارض مفاوضات مع سورية، وطالب بتخويف إيران، ورفض مؤتمراً دولياً للبحث في حل للمشكلة الفلسطينية، وأصر على أن تعترف الحكومة الفلسطينية بإسرائيل أولاً. هكذا يتصرف تاجر جيد: يخفض الأسعار عندما يكون الطلب منخفضاً، ويرفعها عندما يكون الطلب عالياً. ومواقف أولمرت الصلبة ستوجب على الإدارة الأميركية التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بشأن أية انعطافة في السياسة الأميركية.
  • ب: في خضم الاضطراب الداخلي الناجم عن تداعيات الحرب على لبنان، قام أولمرت بزيارة لا لزوم لها للولايات المتحدة. لكن في طريقه إلى هناك اكتشف أن القواعد تغيرت، وأن الإدارة الأميركية تبحث عن طريق للخروج من الوحل العراقي، ومن الشلل السياسي في الشرق الأوسط. وفي غياب برنامج لديه أو أجندة خاصة به، باستثناء البقاء في الحكم، تمسك أولمرت بمواقف متحفظة وبقائمة طويلة من "اللاءات". ثمة منطق في هذا الموقف، لأن أي انحراف أو انعطاف عن التوجهات المذكورة، من شأنه أن يشعل النقاش الداخلي وأن يقوّض المبنى السياسي الرخو الذي يسند حكم أولمرت، فضلاً عن أنه لا جدوى من المخاطرة في وقت لا يزال الأميركيون يتخبطون بشأن ما الذي يتعين عليهم عمله.