التهدئة مع "حماس" منحتها نقاط قوة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قالت وسائل الإعلام إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، ستطلب غداً من نظيرها الفرنسي، برنار كوشنير، إيضاحات بشأن الاتصالات غير الرسمية، التي تجريها باريس مع "حماس". ولا يتعين على كوشنير أن يشعر بالحرج جراء هذا الطلب، لأن في إمكانه أن يواجه ليفني بنبأ آخر أوردته وسائل الإعلام وجاء فيه أن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، اتهمها، أول من أمس، هي ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، بأنهم يجرون مفاوضات مع الحركة، خلافاً لموقف الحكومة.
  • إن رامون يقصد، بطبيعة الحال، اتفاق التهدئة، الذي تتم بلورته بوساطة مصر، وكذلك الاتصالات من أجل الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي] غلعاد شاليط. وفي الواقع، فإن المفاوضات غير المباشرة مع "حماس" بشأن اتفاق التهدئة هي خطوة ضرورية لا تستدعي الشجب، فهذا الاتفاق هو مخرج مشروع، مقارنة بالثمن الذي قد تضطر إسرائيل إلى دفعه، في حالة قيامها بعملية عسكرية في الأزقة المظلمة لمخيمات القطاع. كما أن من شأن عملية كهذه أن تؤدي إلى خسارة ما تبقى من الشريك الفلسطيني، علاوة على الخسائر الفادحة في الأرواح.
  • من المخجل أن إسرائيل انجرّت إلى التهدئة مرغمة، بدلاً من أن تظهر كأنها هي التي أملت شروطها. وبذا، فإنها تمنح "حماس" نقاطاً أخرى لدى الرأي العام الفلسطيني، في الوقت الذي بدأت هذه تخسر تعاطف الجمهور العريض، بسبب الحصار المستمر.
  • يبدو أنه لن يكون هناك مفر من أن تظفر "حماس" بالتهدئة، من دون أن تعترف بإسرائيل وتتبنى الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية. ولا تكتفي الحركة بذلك، بل إنها تسعى لاستغلال غلعاد شاليط من أجل فضح خصومها الداخليين، الذين اعترفوا بإسرائيل ويفاوضونها في شأن تقسيم البلد. إن هذا هو السبب الذي يقف وراء قيامها بوضع زعيم تنظيم "فتح"، مروان البرغوثي، في رأس قائمة الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم في مقابل الجندي الأسير. وتشير استطلاعات الرأي العام جميعها، التي أجريت مؤخراً في المناطق [المحتلة]، إلى أن البرغوثي هو الزعيم الأكثر شعبية لدى الجمهور الفلسطيني العريض.
  • من الأفضل أن يبذل أصحاب القرار في إسرائيل جهودهم كلها من أجل تعزيز قوة "فتح"، بدلاً من الانقضاض على فرنسا وعلى جهات أخرى تحاول أن تدفع اتفاقاً مع "حماس" إلى الأمام. إن الوسيلة الأنجع للقيام بذلك، هي التوصل، على وجه السرعة، إلى اتفاق دائم يضع حداً للاحتلال.