تقدم في الاتصالات لاستعادة الجنديين المخطوفين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

من المرجح أن تقدماً مهماً سُجل خلال الأيام القليلة الفائتة فيما يختص بالاتصالات بين إسرائيل وحزب الله بشأن صفقة إعادة الجنديين المختطفين إلداد ريغف وأوري غولدفاسر، ومن المتوقع أن تشمل الصفقة إطلاق ستة لبنانيين، بينهم سمير القنطار، وإعادة عشر جثث، في مقابل الجنديين. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس، في خطاب موجه إلى المواطنين اللبنانيين إن "سمير قنطار وإخوته سيكونون بينكم قريباً جداً"، في حين بلّغت مصادر سياسية في بيروت عن حدوث تقدم كبير في المفاوضات. وقال محامو الأسير اللبناني نسيم ناصر، الذي ذكر بعض التقارير أنه من المفترض أن يفرج عنه في الصفقة، إن جهات رسمية إسرائيلية بلّغتها أنه سيفرج عنه الأحد المقبل.

وسيتعين على حزب الله، بحسب تفصيلات الصفقة التي نشرت لأول مرة في "هآرتس" قبل نحو أسبوع، أن يقدم لإسرائيل تقريراً حديثاً عن الجهود التي بذلها للمساعدة في العثور على الطيار الأسير رون أراد. وعلى حد قول مصدر رفيع المستوى مطلع على تفصيلات المفاوضات، فإن الصفقة ستتضمن توافقات وترتيبات أخرى لا يعلم الجمهور بمعظمها، وأضاف: "للأسف، يبدو أننا لن نعرف إلا في اللحظة الأخيرة، عند تنفيذ الصفقة، ما إذا كان الجنديان سيعادان حيين، أو ميتين في تابوت".

وتجري المفاوضات مع حزب الله عن طريق الوسيط الألماني غيرهارد كونراد. وقد نقلت إسرائيل مؤخراً إلى حزب الله "اقتراحاً نهائياً" عرضت فيه إمكان إطلاق القنطار، وناصر (مهاجر من لبنان اعتقل في إسرائيل بسبب التجسس لمصلحة حزب الله)، وأربعة أسرى من الحزب قبض عليهم الجيش الإسرائيلي في أثناء الحرب في صيف سنة 2006، من دون أن تشمل الصفقة إطلاق أسرى فلسطينيين. ولعل الثمن المتدني نسبياً، الذي تقترحه إسرائيل في الصفقة، يدل على أنها تعتقد أن الجنديين ليسا في قيد الحياة.

وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات حدوث التقدم في الاتصالات. في المقابل، قال مصدر أمني رفيع المستوى في حديث مع صحيفة "هآرتس" أمس: "يجب عدم التأثر بتصريحات نصر الله، فقد قال أموراً مشابهة أيضاً في السابق"، وأضاف أن قسماً من التقارير المتفائلة التي ترد في وسائل الإعلام ما هي إلاّ عبارة عن مناورات أو تقديرات لا تستند إلى أساس، ثم تابع قائلاً: "هذه صفقة معقدة جداً لا نعرف بعد ما إذا كانت ستنفَّذ، والصحافة غير مطلعة على معظم عناصرها. إن الاتصالات لا تزال جارية، وليس في نيتنا إطلاع أحد عليها في هذه اللحظة".