أكثر من نصف مليون إسرائيلي ينزلون إلى الشوارع ويضرمون النار احتجاجاً على إقالة وزير الدفاع بسبب معارضته خطة إضعاف الجهاز القضائي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

نزل مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في ساعة متأخرة من مساء أمس (الأحد) إلى الشوارع في العديد من المدن والبلدات من شمالي البلد وحتى أقصى جنوبه، في احتجاج تلقائي على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد أن أعلن على الملأ رفضه التغييرات الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي لأنها تنعكس سلباً على الجيش الإسرائيلي.

وأغلق المحتجون شوارع رئيسية في مدينة تل أبيب وفي أنحاء أُخرى من إسرائيل، احتجاجاً على قرار الإقالة. وهتف المتظاهرون: "بيبي [بنيامين نتنياهو] يفعل ما يشاء، ونحن كذلك،" بينما استمر تدفُّق آلاف المحتجين حتى الساعات الأولى من فجر اليوم (الاثنين) إلى الشوارع للمشاركة في الاحتجاج.

وأضرم محتجون النار وسط شارع "أيالون" وفي العديد من الأماكن الأُخرى في تل أبيب، وهم يهتفون ويقرعون الطبول حتى ساعات الفجر الأولى، وكان هناك مشاهد مشابهة في بقية مناطق الاحتجاج في البلد.

وفي القدس اخترق المتظاهرون حواجز الشرطة، واتجهوا نحو المنزل الشخصي لرئيس الحكومة نتنياهو في المدينة، عقب قرار إقالته وزير الدفاع، بينما حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين هناك بخراطيم المياه، ثم سرعان ما تراجعت بعد أن أدركت أن ذلك لا يجدي.

وأكد مراقبون أن عدد المحتجين من شمال البلد وحتى أقصى الجنوب بلغ نحو 600.000 متظاهر، وقد خرج الجميع بصورة تلقائية بعد الساعة الثامنة مساءً، أي بعد إعلان إقالة وزير الدفاع غالانت.

وكان رئيس الحكومة نتنياهو أعلن مساء أمس إقالة وزير الدفاع، وذلك في بيان صدر عن ديوان رئاسة الحكومة، في أعقاب إعلان هذا الأخير في كلمة ألقاها مساء أول أمس (السبت) أنه يطالب بوقف التشريعات المتعلقة بالتغييرات في جهاز القضاء إلى ما بعد موعد يوم الاستقلال، لإتاحة المجال للتوصل إلى تفاهمات واسعة بين الأقطاب السياسيين بشأن هذا الأمر.

وذكرت تقارير أن نتنياهو استدعى غالانت إلى مكتبه وبلّغه أنه فقد ثقته به، وذلك منذ أن جاهر وزير الدفاع في الآونة الأخيرة بمعارضته للتغييرات القضائية وإعلان ذلك خلال وجود نتنياهو في زيارة خارجية إلى لندن.

ولم يذكر البيان الصادر عن ديوان نتنياهو سبب الإقالة، في حين قال مقربون من هذا الأخير إنه أقال غالانت بسبب تعامُله الضعيف مع رافضي الخدمة العسكرية من قوات الاحتياط، احتجاجاً على خطة التغييرات في الجهاز القضائي.

وكتب نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" في أعقاب الإقالة: "علينا جميعاً أن نقف بقوة ضد الرفض"، في إشارة إلى رفض الخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي التي أعلنها بعض فئات الجيش الاسرائيلي.

يُذكر أن الإقالة ستدخل حيّز التنفيذ بعد 48 ساعة من تسلُّم رسالة الإقالة، ومن المتوقع أن يختار نتنياهو وزيراً جديداً للدفاع مكان غالانت، وتتجه أنظار المراقبين إلى الرئيس السابق لجهاز الأمن العام ["الشاباك"] آفي ديختر الذي يشغل حالياً منصب وزير الزراعة.

 

المزيد ضمن العدد