الاحتجاجات غير المسبوقة والأكبر في تاريخ إسرائيل حسمت المعركة بشأن الانقلاب القضائي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • المعركة على الانقلاب القضائي حُسمت: لا يوجد أي احتمال لتحوُّل هذه القوانين إلى واقع. على الأقل، هناك 6 طلبات استئناف جاهزة للمحكمة العليا، وسيتم تقديمها مباشرةً بعد المصادقة على القانون، لتغيير تركيبة لجنة اختيار القضاة. ومع تقديم طلب الاستئناف، سيكون هناك طلب لإصدار أمر قضائي يمنع اجتماع اللجنة. وقبل أن تلفظ الحكومة أنفاسها، ستُصدر المحكمة العليا قراراً بمنع عقد اجتماع اللجنة، حتى صدور القرار بالاستئنافات. وحينها، سيواجه رئيس الحكومة ووزير العدل معضلة غير مسبوقة: هل يجمعان اللجنة بوجود ممثلي الائتلاف فقط، ويختارون القضاة، من دون الالتزام بقرار المحكمة العليا الواضح والصريح؟ في اعتقادي: نتنياهو لن يتجرأ على تخطّي هذا الحد. وحتى أنه يتمنى، إلى حد ما، أن توقف المحكمة العليا المسار التشريعي، ويقف هو أمام حلف يائير نتنياهو - ياريف ليفين ويقول: الذنب ليس ذنبي.
  • على نتنياهو أن يعلم بأن الاحتجاجات غير المسبوقة والأكبر في تاريخ الدولة، حسمت المعركة. نهوض قطاع التكنولوجيا العالية الدقة؛ بطولة جنود الاحتياط؛ وحدة الخبراء الاقتصاديين؛ إلى جانب مئات آلاف الأشخاص في الشوارع، والآلاف الذين أغلقوا الطرقات؛ بالإضافة إلى الذين لاحقوا الوزراء وجعلوهم يشعرون بالخزي، ولاحقوا نتنياهو في زياراته إلى خارج البلد، وكذلك صمود المستشارة القانونية للحكومة- كلها أمور أوضحت لنتنياهو حدود القوة.
  • إذاً، السؤال الحقيقي هو ما إذا كان نصر الاحتجاجات بالنقاط، أم بالضربة القاضية. على افتراض أن نتنياهو لا يزال الذكي الذي عرفناه، فعليه أن يعي بأن الاحتجاجات يمكنها أن تتحول في لحظة، من "تمزيق القوانين" إلى "إسقاط الحكومة". هذا لم يحدث حتى الآن. قيادات الاحتجاجات لا ترى أن طلب إسقاط الحكومة مريح الآن. القطاعات المشاركة في الاحتجاجات، بدءاً من التكنولوجيا العالية، مروراً بجنود الاحتياط، ووصولاً إلى الخبراء الاقتصاديين، يعتبرون أنفسهم ممثلين للاستقرار والحياة الطبيعية. وقف الانقلاب القضائي لن يدفعهم إلى الإعجاب بالحكومة، لكنه سيُفقدهم الشرعية للاستمرار في خطوات متطرفة بدأوا بها فعلاً.
  • نفسياً، من غير المؤكد عودة جنود الاحتياط الذين أعلنوا أنهم لن يلتزموا بالخدمة إلى ما كانوا عليه سابقاً. لكن سيناريو وقف المسار التشريعي سيمنع انضمام جنود جدد إليهم. "وقف" هي كلمة مرادفة لتمزيق جوهر القوانين. وليس اعتباطاً أن يحاول ليفين القيام بكل شيء ممكن لتمرير أي شيء من القوانين الآن. فهو يعلم بأنه إن لم يحدث هذا الآن، فسيكون من الصعب جداً في المستقبل، وبعد العودة من الإجازة.
  • المرحلة المقبلة من الاحتجاجات تتعلق بالتطورات الميدانية. إذا حدثت كارثة أمنية، أو معركة على الجبهة الشمالية، أو حتى موجة عمليات في شهر رمضان، أو مواجهات في "المدن المختلطة"، فسيتم تفسيرها بأنها تعبير عن عدم قدرة الحكومة على الحكم. ويمكن منذ الآن توقّع الرسائل التي ستُبث في سيناريو كهذا: انشغالهم بتركيبة لجنة تعيين القضاة، بدلاً من تقوية الشرطة، ومَن عيّن أرعناً كمسؤول عن الشرطة، عليه أن يتحمل النتائج. ومن هذه النقطة، وصولاً إلى المطالبة بإسقاط الحكومة، فإن الطريق قصيرة.
  • كي لا يكون هناك شك، الحكومة لن تسقط. نتنياهو قال مؤخراً خلال جلسة الليكود إن الائتلاف قوي كجدار حديدي. هو على حق. سيتقاتلون، يقاطعون الواحد الآخر، يصرخون الواحد على الآخر، لكنهم لن يصوتوا على عقد انتخابات جديدة. وهنا، يجب الإشارة إلى أن استمرار الاحتجاجات وتحوُّلها إلى مطلب إسقاط الحكومة، سيجعل عملها بفاعلية غير ممكن، كما هو الواقع الآن. حتى الآن، لم يوقف نتنياهو وليفين وروتمان أي شيء، وصمموا على القيام بكل خطأ ممكن. اليساريون لم يحلموا بقيادة انقلاب كهذا. إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت هي جنون، حتى بمعايير نتنياهو الجديد. إقالة غالانت واحتمال تعيين آفي ديختر هي الطريقة الأمثل لإقناع المحتجين بعدم ترك الشوارع أبداً.

 

 

المزيد ضمن العدد