ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا في بيان لها تعرُّض سورية لهجمات جوية إسرائيلية هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع. وتحدثت وزارة الدفاع السورية عن سقوط قتيلين في الهجمات على منطقة دمشق وجنوبها. وأشار المركز السوري لحقوق الإنسان، الموجود في لندن والتابع للمعارضة السورية، إلى أن القتيلين سقطا في معمل في منطقة الكسوة. وبالاستناد إلى المصدر، فقد وُجّهت الهجمات نحو 4 أهداف، ثلاثة منها سبق أن هاجمتها إسرائيل في الماضي، بينها مطار دمشق الدولي. الهدف الآخر يقع في منطقة مزار السيدة زينب جنوبي دمشق - وهي منطقة تمركُز حزب الله في سورية. كما تحدث المركز عن مهاجمة موقع للرادارات في السويداء جنوب سورية، بالقرب من الحدود الأردنية.
وكانت وسائل إعلام عربية تحدثت عن تسلُّل صاروخ من الدفاعات الجوية السورية إلى الأراضي الإسرائيلية، جرى اعتراضه في منطقة بحيرة طبرية في هضبة الجولان، حيث تحدث السكان عن سماعهم أصوات انفجارات قوية، لكن الجيش الإسرائيلي لم يذكر وقوع مثل هذا الحادث.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هَيوم" (4/4/2023) استمرار حالة التأهب القصوى في الشمال في الأيام المقبلة، وأن الجيش يستعد لمواجهة احتمال محاولة إيران استفزاز إسرائيل، بينما تعاني الأخيرة جرّاء أزمة داخلية عميقة. وأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بالقلق الشديد من جرأة إيران وثقتها الزائدة بنفسها، وخصوصاً في ضوء تراجُع التدخل الأميركي فيما يجري في الشرق الأوسط، وكذلك على خلفية التوتر بين واشنطن والقدس. والتعبير عن هذه الجرأة برز أول أمس مع تسلُّل مسيّرة إيرانية من سورية إلى إسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أنها إيرانية الصنع، بعد فحص أولّي لبقايا المسيّرة التي جرى إسقاطها بواسطة الدفاع السيبراني، على الرغم من إرسال طائرات وطوافات حربية.
وذكر مراسل الصحيفة يوآف ليمور أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أرسلت تحذيراً غير مسبوق إلى القيادتين العسكرية والسياسية، تحذرهما فيه من تآكل الردع الإسرائيلي في مواجهة أعدائها. هذا التحذير أُرسل عبر وثائق رسمية إلى كلٍّ من رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس مجلس الأمن القومي تسحي هنغبي. وتحدثت شعبة الأبحاث في الجيش عن تراجُع خطِر في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، يعود إلى عدة أسباب، منها الضعف الإسرائيلي الذي يعتبره أعداؤها نتيجةً للانقسام الداخلي بسبب العملية التشريعية، والتباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة، وإيران هي المستفيدة الأكبر منه. وتخلص شعبة الاستخبارات العسكرية إلى أن المغزى الحقيقي من كل هذه الأمور، التآكل في الردع الإسرائيلي، ولاحقاً في قوتها السياسية والأمنية، إقليمياً وعالمياً.