إسرائيل تحاول ترسيخ ردعها في مواجهة إيران بتكثيف عملياتها في سورية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تتبادل إسرائيل في هذه الأيام الضربات مع إيران وحزب الله، في محاولة لاسترجاع الردع في مواجهتهما وتوطيد توازُن الرعب من جديد، الذي سيمنعهما من مهاجمة أراضيها. يبدو أن هذه هي الخلاصة من سلسلة أحداث الأيام الأخيرة: ثلاث هجمات متعاقبة منسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي في سورية ومحاولة إيرانية، على ما يبدو، لإرسال مسيّرة من سورية إلى إسرائيل. في هذه الأثناء، جرى اعتراض مسيّرة انطلقت من قطاع غزة، في حادثة لم تتضح علاقتها بأحداث الشمال.
- التوترات في الشمال لها علاقة بالحادثة التي وقعت في 13 آذار/مارس، عندما تسلل "مخرب" من الجنوب اللبناني، ووضع عبوة ناسفة بالقرب من تقاطُع مجدو. ومنذ إصابة مواطن عربي من إسرائيل بجروح نتيجة انفجار العبوة، تنشر إسرائيل إشارات إلى أن حزب الله، بمساعدة إيران، هو المسؤول عن التخطيط للهجوم، لكنها لم تتهمه بذلك رسمياً. سلسلة الهجمات الأخيرة التي وُجّهت، بحسب الإعلام العربي، نحو أهداف تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ونحو منشأة تابعة لحزب الله، تظهر أنها ردّ على هجوم مجدو الذي يبدو خروجاً عن السياسة التي انتهجها حزب الله في العقد ونصف العقد الأخيرين...
- يمكن التقدير أن إسرائيل رأت في الهجوم دليلاً على خط جديد ينتهجه حزب الله، بتشجيع من إيران. فالحزب كما يبدو من الخطابات العلنية لأمينه العام السيد حسن نصر الله، يقدّر أن إسرائيل غارقة في أزمة داخلية جرّاء الانقلاب الدستوري، وستمتنع من الرد بشدة. كما ترى طهران أن في الإمكان الربط بين الاحتكاكات في الشمال وبين النضال الفلسطيني وتشجيع "الإرهاب" في المناطق ضد أهداف إسرائيلية طوال شهر رمضان.
- في هذه الأثناء، تثير وتيرة الهجمات رداً إيرانياً حاداً تمثل في إطلاق مسيّرة تسللت يوم الأحد من سورية وأُسقطت بواسطة الدفاع السيبراني فوق وادي الحولة. وحتى الآن، لم يوضح الجيش ما إذا كانت المسيّرة هجومية، أم اقتصرت مهمتها على التصوير فقط...
- مع ذلك، على الرغم من الأزمة السياسية التشريعية، فإن سياسة الرد الإسرائيلية لا تزال مضبوطة للغاية. إذ كان يمكن الرد على الهجوم من لبنان بمهاجمة أهداف تابعة لحزب الله هناك. لكن في مواجهة تهديدات نصر الله في الماضي، بأن أي عملية من هذا النوع يمكن أن تدهور المنطقة إلى حرب، فإن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل تتمركز حتى الآن في الأراضي السورية...