عَلم إسرائيل أصبح في يدنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تحتفل دولة إسرائيل غداً بذكرى مرور 75 عاماً على قيامها، وعلى ما يبدو لا يوجد سبب للاحتفال في ضوء الانقلاب القضائي الذي تدفع به قدماً حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والعنصرية التي تهدد بتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية مسيانية ظلامية. كيف يمكن أن نفرح عندما يكون المجتمع الإسرائيلي منقسماً ومشرذماً، وعندما تريد الحكومة والكنيست السيطرة على المنظومة القضائية وابتلاعها، وعندما يكون الاقتصاد الإسرائيلي في تراجع، وغيوم الحرب تغطي سماء البلد؟
  • لكن الحقيقة هي أن لدى المعسكر الليبرالي – الديمقراطي الإسرائيلي أسباباً كثيرة كي يكون سعيداً وفخوراً ومفعماً بالأمل، إذ بعد سنوات طويلة كان فيها هذا المعسكر حزيناً وفي حالة يرثى لها، ورأى كيف تغير الدولة وجهها بصورة غير مسبوقة، وبعد سنوات من الإحساس بالعجز الكامل؛ وبعد سنوات تحوّل فيها علم إسرائيل إلى رمز للاحتلال والقومية والاستيطان، يرفرف في مسيرات قبيحة تنادي بالتفوق اليهودي، وفي مسيرات الأعلام على وقع أناشيد كهانية، أو يرتفع فوق بؤرة استيطانية غير قانونية أُقيمت في الأراضي المحتلة؛ وبعد سنوات ابتعد فيها معسكر السلام عن العَلم وجرى الاحتفال بذكرى قيام إسرائيل من دون مشاركته، شهدنا هذه السنة تغيراً.
  • وبفضل أمر الهدم الذي أصدرته حكومة نتنياهو لأسس البيت الإسرائيلي المشترك، وقفت أخيراً الأغلبية الصامتة وقالت كفى. هذه السنة نهض هذا المعسكر وبدأ يتحول إلى تيار مدني هائل لا يمكن وقفه - ولم تشهد دولة إسرائيل مثيلاً له.
  • لقد تمكنت حركة الاحتجاج من إنجاز أمر لا يصدق: كبحت حتى الآن محاولة الانقلاب الدستوري، واستطاعت أن تسترجع مجدداً علم الدولة. هذه السنة العلم الإسرائيلي يمثل إسرائيل الحرة نصيرة السلام والحياة الطبيعية. وجماهير غفيرة من الناس التي تحفظت على العلم وشعرت بالغربة المتزايدة حياله على مر السنوات ترفعه اليوم بفخر كبير.
  • إن استرجاع العلم الإسرائيلي هو أحد الإنجازات الكبيرة للاحتجاج، وهو يرمز إلى أكثر بكثير مما يرمز إليه العلم. وفي الحقيقة فإن استرجاع العلم يبشر بالهدف الأعلى للاحتجاج وهو أننا لن نسمح للقوميين اليهود بجعل الدولة ومستقبل إسرائيل على صورتهم. اتركوا السلبية وافهموا أن هناك ملايين المواطنين الذين يشعرون باليأس عندما يرون أن كل ما آمنوا به يذهب إلى الجحيم. فلنتحد معاً ولنحارب معاً دفاعاً عن صورة إسرائيل.
  • بعد الأعياد تنتهي عطلة الكنيست ويعود سيف التشريعات من جديد. ومعه سيتجدد الاحتجاج وسيتوسع وسيكبر إلى أن تخضع هذه الحكومة وتضع خططها الخبيثة على الرف. في الذكرى الـ75 لقيام الدولة أصبح علم إسرائيل أخيراً في يدنا.