مسيرة العار
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • يصادف اليوم إحياء يوم القدس للاحتفال بذكرى مرور 56 عاماً على توحيد المدينة. فالحدث المركزي في هذه المناسبة "الرقص بالأعلام"، أو الاسم المعروف اليوم "مسيرة الأعلام"، حيث يتظاهر عشرات الآلاف من الشابات والشبان، أغلبيتهم الساحقة من الصهيونية الدينية، في أزقة الحي الإسلامي. ومع الأسف، هذه المناسبة، وما تنطوي عليه من مظاهر عنصرية وكراهية وعنف، تعكس جيداً الواقع في المجتمع الإسرائيلي، وليس فقط في القدس، وليس فقط في يوم القدس.
  • جوهر مسيرة الأعلام هو إغضاب السكان الفلسطينيين في المدينة وإهانتهم، والتشديد على حقيقة أن 40% من سكان عاصمة إسرائيل يعيشون تحت الاحتلال. والأمر المنافي للعقل أن هذه المسيرة تشدد على ضعف السيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية. يقوم المتظاهرون بمسيرتهم تحت حماية مشددة ومدججة بالآلاف من عناصر الشرطة التي فرضت قيوداً قاسية على الجمهور والتجار الفلسطينيين.
  • في سنة 2021، وخلال ولاية بنيامين نتنياهو في الحكومة السابقة، توقفت المسيرة بسبب صاروخ أطلقته "حماس" على القدس. وكانت إشارة البداية إلى عملية "حارس الأسوار". في العام الماضي، جرت المسيرة في ذروة حملة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، الطافحة بالعنصرية والكراهية، ضد حكومة التغيير [حكومة بينت – لبيد]. هذه الحملة والرغبة في "محو" إخفاق المسيرة السابقة أدّتا إلى أن تكون هذه المسيرة الأكثر سوءاً وبشاعة. الآلاف من الشباب عبروا المدينة القديمة، وهم يغنون "سيحرقون قريتكم"؛ "الموت للعرب"؛ انشدوا نشيد الانتقام [من فيلم وثائقي للمخرج آفي مغربي، يعود إلى سنة 2005، صوّر طريقة تعامُل الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين] والذي أصبح نشيداً للمتظاهرين في المسيرة.
  • على هامش المسيرة، وقعت حوادث عنف كثيرة وهجوم على عابري سبيل من الفلسطينيين، ومن الصحافيين. وفشلت الشرطة في الدفاع عن الفلسطينيين ومعاقبة المتورطين. وما يعكس الأيديولوجيا المسيطرة في الصهيونية – الدينية أن أياً من الحاخامين والزعماء لم يرَ في هذه المشاهد فشلاً ثقافياً.
  • من المهم فحص الأناشيد والشعارات المختلفة، والإشارة إلى العنصرية والعنف اللتين تنطوي عليهما تلك الشعارات، لكن الأهم أن نتذكر أن النقاش بشأن مضمون الأناشيد والشعارات التي يطلقها الشبان لدى مرورهم في بوابة نابلس، هو نقاش داخلي - إسرائيلي. بالنسبة إلى الفلسطينيين في الحي الإسلامي، المسيرة تعطل حياتهم وتشكل إهانة لكرامتهم - حتى لو حرص المتظاهرون فقط على إنشاد أناشيد القدس الموحدة.
  • في ظل الحكومة الحالية، لا أمل بتغيير المسار، أو بالجهود التي تبذلها زعامة اليمين لتهدئة الأجواء. لكن يجب على الشرطة التحرك من دون هوادة ضد مظاهر العنصرية والعنف. كما يجب عليها ألّا تخضع لضغوط نشطاء اليمين، وألّا تسمح لهم بمسارات أُخرى لتوسيع المسيرة نحو مناطق أُخرى في القدس الشرقية.
  •