السفارة السعودية في واشنطن: التطبيع مع إسرائيل مرتبط بحل النزاع مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أوضح الناطق بلسان السفارة السعودية في الولايات المتحدة فهد نزار أن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيكون ممكناً فقط إذا انتهى النزاع الإسرائيلي –الفلسطيني. وشرح نزار في مقابلة أجرتها قناة تلفزيونية تملكها السعودية أن "لدى إسرائيل إمكانية كبيرة، والتطبيع معها يمكن أن يكون جيداً في أمور لها علاقة بالتجارة والثقافة، لكن كي تقوم المملكة بهذه الخطوة، نحن بحاجة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني."

وتجدر الإشارة إلى أن السفارة السعودية في واشنطن هي من أكثر السفارات انغلاقاً على وسائل الإعلام، والمقابلة التي أجرتها قناة Arab News، التي مقرها السعودية وتبث بالإنكليزية، مع الناطق بلسان السفارة، تُعتبر من المقابلات النادرة. وتطرّق نزار في المقابلة إلى العلاقات مع الإدارة الأميركية، وإلى موضوع التقارب السعودي – الإيراني. وعن إسرائيل قال: " الموقف السعودي من النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني معروف ومستمر منذ أعوام طويلة.  لقد قدمت السعودية مبادرة السلام العربية في سنة 2002، وفي إطارها اقترح العالم العربي كله التطبيع مع إسرائيل في مقابل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بالاستناد إلى حل الدولتين. وهذا الاقتراح لا يزال مطروحاً، ونأمل أن يعود الطرفان إلى التحاور فيما بينهما لحل النزاع."

وأضاف نزار أن تنظيمات "إرهابية"، مثل داعش وحزب الله، "تستغل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني من أجل تبرير نشاطها، وهذا سبب إضافي للسعي لإنهاء ذلك." وأضاف نزار أنه ليس لدى السعودية أوهام بشأن الصعوبات التي تعترض طريق التطبيع مع إسرائيل.

في الأشهر الأخيرة، ادّعى مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل أن القضية الفلسطينية لا تشكل عقبة في وجه تقدُّم المحادثات مع السعودية. وفي إسرائيل، يميلون إلى الاستخفاف بالتعهدات السعودية للفلسطينيين، ويدّعون أن العائق الأساسي في طريق التطبيع هو المطالب السعودية من الإدارة في واشنطن، وخصوصاً رغبة المملكة في تطوير برنامج نووي مدني، بدعم من الولايات المتحدة. مع ذلك، الكلام الصادر عن المسؤولين السعوديين في الفترة الأخيرة يشير إلى وجود فجوات كبيرة بين الحكومة الإسرائيلية وبين الزعامة السعودية بشأن موضوع النزاع مع الفلسطينيين.

وضمن إطار الجهود للدفع قدماً بالتطبيع مع السعودية، أعرب كبار المسؤولين في إسرائيل في الشهر الماضي إلى بعض وسائل الإعلام عن اعتقادهم أن السعودية ستسمح برحلات مباشرة من إسرائيل إلى المملكة للمواطنين العرب الراغبين في أداء مناسك الحج. لكن الحجاج، في أغلبيتهم، اشتروا بطاقات سفرهم عبر الأردن، وهو ما يقلل من احتمال تحقيق رحلات مباشرة بين إسرائيل والسعودية هذه السنة.