على الرغم من "القلق الشديد" للولايات المتحدة، فإن المياه تتدفق في بؤرة حومش الاستيطانية غير القانونية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • علناً، وفي انتهاك فاضح للالتزامات الدولية، تقوم إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو، بقيادة عملية إلغاء الانفصال عن قطاع غزة: في البداية حومش، وبعدها غنيم وكديم وشانور [مستوطنات جرى إخلاؤها وتدميرها بعد خطة الانفصال عن غزة في سنة 2005]، وبعدها ربما العودة إلى غزة.
  • الولايات المتحدة دانت، طبعاً دانت. "نحن قلقون جداً من القرار الذي يسمح للإسرائيليين بالبقاء على أراضي بؤرة حومش،" كتب الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية. "هذا الأمر لا ينسجم مع التعهدات التي قدمتها الحكومة الحالية إلى إدارة بايدن." ولاحقاً، أشاروا إلى أن ما يجري هو انتهاك للتعهدات الإسرائيلية لإدارة بايدن. وحتى أن فرنسا انضمت إلى الإدانة، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى "إعادة التفكير في قرارها".
  • هم قلقون، هذا صحيح، لكنهم يسيرون مع التيار، مثل المياه التي تدفقت إلى حومش. في الأسبوع الماضي، أعلن المستوطنون "اليوم أنهت شركة البناء تركيب أنابيب المياه إلى حومش، وبدأت المياه تتدفق في الحمامات وفي الصنابير. وبعكس الأميركيين، فالمستوطنون عندما يعِدون، ينفّذون وعدهم.
  • "حومش أولاً"، ليس شعاراً فارغاً، بل خطة عمل يعرفها الجميع، من أطفال التلال إلى كبار الوزراء، وهي خطة يجري تحقيقها خطوة وراء خطوة، بصبر وتصميم، بصورة قانونية أو غير قانونية.
  • نتنياهو وحكومة الاستيطان والتفوق اليهودي لا يكتفيان فقط بالاستخفاف بالاتفاقات والتعهدات والقانون الدولي. بل ينتهكان القانون الإسرائيلي في حومش من دون أن يرف لهما جفن. وفي الواقع، مَن سيتأكد من أنهما يطبّقان القانون؟ الوزير المسؤول عن الشرطة إيتمار بن غفير؟ وزير العدل ياريف ليفين؟ رئيس الحكومة الذي تبنّى المصطلحات المسيانية، ولم يخجل من أن يتهم في التلفزيون البريطاني كل مَن يدين عودة إسرائيل غير القانونية إلى حومش بأنه "يؤيد التطهير العرقي لليهود من وطنهم التاريخي"؟ حكومة تقود انقلاباً على النظام باسم كابوس الضم الكامل وإقامة دولة أبارتهايد كاملة؟
  • في النهاية، هم المجرمون. وبالنسبة إليهم، كل شيء مسموح لهم. بعد أشهر على موافقة الكنيست على إلغاء قانون الانفصال عن السامرة شمال الضفة، غيّروا وضع الأراضي الخاصة التي يملكها الفلسطينيون في حومش إلى وضع "أراضٍ تابعة للدولة" (الوصف صحيح، لكنها أراضٍ تابعة للدولة الفلسطينية العتيدة)، ومن دون موافقة، وبخلاف القانون ورأي المؤسسة الأمنية، وبالتعاون مع وزير الدفاع يوآف غالانت، الأحمق الذي يخدم المشروع الاستيطاني.
  • يعتقد نتنياهو في ولايته السادسة أنه في المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة، يكثرون من التصريحات، لكنهم في النهاية يسمحون لإسرائيل بأن تفعل في الأراضي المحتلة ما يحلو لها. لذلك، يتعين على الولايات المتحدة والدول الأوروبية التوضيح لحكومة الاحتلال والضمّ أن عليها وقف هذا التدمير والتخريب فوراً. الإدانات الضعيفة، ليست مجدية.
  •