انعدام الردع سيتغلغل إلى غزة ولبنان
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • دعوة رئيس الحكومة اليوم (الثلاثاء) إلى استشارات أمنية بعد الهجوم في عيلي، تحديداً في مركز القيادة الوسطى، لم يكن صدفة. بل الهدف منه الإيحاء أن المقصود ليس تقديراً عادياً للوضع، بل هو نقاش طارئ، الغرض منه اتخاذ قرارات عملانية لتنفيذها على الأرض.
  • الأيام ستُظهر لنا ما إذا كان هذا صحيحاً. احتمال القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد البنى التحتية "للإرهاب" في شمال الضفة، جرى فحصها لأشهر طويلة. الأسباب المؤيدة لها كثيرة: "الإرهاب" الذي رفع رأسه خلال الأشهر الـ 18 الأخيرة، وتحديداً، منذ بداية سنة 2023. يجب أن نضيف إلى ذلك الكميات الهائلة من السلاح الموجودة على الأرض، سواء العادية، أو المحلية الصنع، بينها الكثير من العبوات من أنواع مختلفة، انفجرت في العملية التي تعقّدت أمس في قطاع جنين؛ التحريض الوحشي للتنظيمات "الإرهابية"، وعدم سيطرة السلطة، أمور كلها أدت إلى حالة من الفوضى على الأرض. الأمر الوحيد الذي يحول دون اندلاع واسع للمواجهات هو حجم عمليات التصدي غير المسبوق التي يقوم بها الشاباك والجيش الإسرائيلي-375 عملية إحباط مهمة منذ بداية سنة 2023 (بينها إحباط هجومات بإطلاق النار)، مقارنةً بـ 474 عملية إحباط مهمة جرت في سنة 2022 كلها.

التخوف الأساسي: غياب المعلومات الاستخباراتية

  • كل ما سبق سيدفع الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف إلى القيام بعملية واسعة في شمال الضفة. ومثل هذه العملية يمكن أن يكون وراءه محفّزان: الأول، هجوم غير مسبوق، والثاني معلومات استخباراتية نوعية محددة، تسمح بهجوم منهجي وعميق على البنى "الإرهابية".
  • يتعين على الحكومة أن تقرر ما إذا كان الهجوم في عيلي يتطابق مع المعيار الأول، ومن الواضح حتى الأمس، أن المعيار الثاني ليس متوافراً بما يكفي، وإلا لكانت إسرائيل شنت العملية التي يجري الحديث عنها منذ وقت. في إمكان المستوى السياسي أن يأمر بالقيام بمثل هذه العملية، حتى مع معلومات استخباراتية جزئية، لكن مع إدراك المخاطر: فعندما لا يكون هناك معلومات استخباراتية وافية، فإن العملية قد تتعثر، وقد تضطر القوات إلى البقاء مدة طويلة على الأرض، ولن تكون النتيجة مُرضية من ناحية الإنجازات، وستكون إشكالية من ناحية الأضرار- الانتقادات في العالمين الغربي والعربي-الضرر الذي سيلحق بالساحة الفلسطينية (وربما تطور الوضع إلى  مواجهة في غزة، وفي المنطقة الشمالية)، سقوط عدد كبير من القتلى في الجانب الفلسطيني، ومن المصابين بين قوات الجيش الإسرائيلي.
  • يجب أن يؤخذ هذا كله في الحسبان مسبقاً، قبل خوض العملية. من واجب المستوى السياسي بناء شرعية دولية، ليس فقط فيما يتعلق بهذه العملية المحددة، بل أيضاً فيما يتعلق بما سينجم عنها. هناك أهمية كبيرة لحقيقة أن "المخربيْن" ينتميان إلى "حماس"، لأن هذا يُعتبر دليلاً على اللعبة المزدوجة التي تلعبها الحركة: الحرص على الهدوء في القطاع، وتشجيع عناصرها على القيام بهجمات في الضفة.
  • بسبب هذه اللعبة المزدوجة تحديداً، استهدفت إسرائيل الجهاد الإسلامي في غزة. والآن، يجب عليها أن تسأل نفسها: هل تلعب تكتيكياً فقط في شمال الضفة، أم يجب عليها أن توضح لـ"حماس" الحدود، حتى لو كان الثمن تجدُّد التصعيد في الجنوب (وربما في الشمال أيضاً). المطلوب الآن هو العودة الفورية للأمن والشعور بالأمان في الضفة الغربية، لكن التدهور الأمني في الأشهر الأخيرة في مجمل القطاعات، يدل على أن الذي لا يفرض الردع في شمال الضفة سيتعرض للتحدي، عاجلاً أم آجلاً، في القطاعات الأُخرى. 
 

المزيد ضمن العدد