أزمة مع الولايات المتحدة أو مع الائتلاف: هذه معضلة نتنياهو
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • بينما ينتظر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوته إلى البيت الأبيض، يذهب رئيس الدولة إلى واشنطن كي يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس جو بايدن. في آذار/مارس الماضي، أوضح بايدن أن نتنياهو لن يُدعَ إلى واشنطن في هذه المرحلة. جاء هذا الكلام في سياق الانقلاب في المنظومة القضائية، عندما قال الرئيس "لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في هذه الطريق،" وأعرب عن أمله بأن يسعى نتنياهو لتسوية حقيقية في المسألة القضائية. بايدن هو صديق حقيقي لدولة إسرائيل، ويتجلى هذا من خلال دعوة الرئيس هرتسوغ.
  • في معظم الحالات، تعتمد العلاقات بين الدول على قاعدتين أساسيتين: مصالح وقيم. العلاقات الإسرائيلية الأميركية هي دعامة مركزية في أمننا الوطني. ويتعين على إسرائيل المحافظة عليها وتطويرها. في هذه الأيام، يواجه نتنياهو معضلة. فإزاء إدراكه أن عليه المحافظة على علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، هناك سياسة حكومته التي تُلحق الضرر بالقاعدة الأخلاقية المشتركة لهذه العلاقات - بسبب هذا الضرر، لم يُدع نتنياهو إلى واشنطن.
  • ليس عبثاً حرص الحكومات الإسرائيلية، على مر السنين، على تعزيز علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة على هاتين القاعدتين اللتين تحركت إسرائيل على أساسهما حيال الإدارة الأميركية والكونغرس ومنظمات المجتمع المدني، والجالية اليهودية، وحيال كل مجموعة مؤثرة في المجتمع عموماً. وطوال أعوام، حرص المسؤولون في إسرائيل على فحص كيفية تعزيز منظومة العلاقات التي واجهت تحديات. وكان هناك عودة دائمة إلى الأساسيات: تعزيز إسرائيل كدولة ذات قيم مشتركة وذات أهمية في مجالات تهمّ الأميركيين.
  • هناك دول ليس لديها قاعدة قيم مشتركة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك، تقيم معها علاقات واسعة. من جهة أُخرى، هناك دول عديدة في الغرب تقيم علاقة قريبة مع الولايات المتحد مبنية على مصالح، وأيضاً على قيم مشتركة، مثل كندا وبريطانيا وغيرهما. لقد طمحت إسرائيل دائماً إلى الانضمام إلى نادٍ تستند علاقاته مع الولايات المتحدة إلى هاتين الدعامتين.
  • عموماً، تفضل الدول دولاً أُخرى تشاركها في قيَمها، ويبدو أن واشنطن تشعر اليوم بأن قاعدة هذه القيم المشتركة ضعفت. تجلى ذلك في أوساط مجموعات ليبرالية، بينها الجالية اليهودية. حالياً، اشتدت الانتقادات فيما يتعلق بالديمقراطية الإسرائيلية، وأيضاً بشأن قضايا نجحنا في احتوائها بصورة عامة، وتتعلق بالنزاع مع الفلسطينيين، وبالمستوطنات وحقوق الإنسان في المناطق.
  • إذا كان نتنياهو يعوّل على إدارة أميركية "مريحة أكثر"، بالنسبة إليه، في الانتخابات المقبلة، فإنه بذلك يمكن أن يُضعف التأييد الدبلوماسي الذي شكّل على الدوام حجر الأساس في العلاقات مع الولايات المتحدة. لقد ضمن تعاطُف الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة تأييداً واسع النطاق لإسرائيل ومساعدة في قضايا أمنية وسياسية كثيرة. ممنوع حصول إسرائيل على تأييد حزب واحد فقط.
  • كما ذكرنا، معضلة نتنياهو ليست بسيطة. فإذا كان ينوي الاستمرار في الانقلاب القضائي والاستحواذ غير القانوني والكلام الذي يمس بمجموعات مختلفة في المجتمع، فإنه بذلك سيقلص فرص دعوته إلى واشنطن. في المقابل، إذا أراد تحسين العلاقات الإسرائيلية الأميركية على مستوى القيم، وأيضاً تعزيز أمن إسرائيل - فقد يخاطر بنشوب أزمة في داخل حكومته.
  • حالياً، يبدو أن نتنياهو يحاول إمساك الحبل من طرفيه، الحصول على دعوة من واشنطن من دون أن يضطر شركاؤه في الائتلاف إلى التنازل عن مطالبهم. إذا سمح الأميركيون بحدوث ذلك، فإنه سيؤدي إلى تعزيز التوجه الخطر الذي تقوده الحكومة. والسؤال الذي يبقى مفتوحاً: "هل سينقذ الأميركيون نتنياهو من نفسه؟"
 

المزيد ضمن العدد