قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي إن وحدة الجيش الإسرائيلي تضررت بصورة خطرة، بسبب تعهد آلاف جنود تشكيلات الاحتياط بالتوقف عن التطوّع للخدمة العسكرية احتجاجاً على خطة الحكومة الرامية إلى إصلاح الجهاز القضائي. وحذّر من أن إسرائيل ربما تكون عُرضة لخطر وجودي من دون جيش إسرائيلي موحد يضم أفضل الجنود.
وجاء تحذير هليفي هذا في سياق رسالة وجهها إلى جنود تشكيلات الاحتياط أمس (الأحد)، وحثهم فيها على إعادة التفكير بهذه الخطوة.
وقال هليفي: "إذا لم يكن جيشنا قوياً وموحداً، وإذا لم يخدم أفضل الجنود في الجيش، فلن نتمكن من الاستمرار في الوجود كدولة في المنطقة. لقد عملنا على إبقاء الجيش الإسرائيلي خارج النقاش، لكن بسبب حدّته في المجتمع الإسرائيلي تم سحبنا إليه، وتعرّض تماسك الجيش إلى الضرر. من واجبنا منع هذه التشققات من الاتساع."
وأضاف هليفي أنه لن يناقش الجدل الدائر حول الإصلاح القضائي، لكنه أشار إلى أن دور الجيش الإسرائيلي هو "حماية البلد، بما في ذلك السماح بالنقاش في أوضاع آمنة. وبخلاف ذلك، يمكن أن تخطئ القوات البرّية الظنّ بأن طياراً في سلاح الجو لن يساعدها بسبب الجدل، وربما يخطئ طيار الظنّ بأنه لا يحتاج إلى الاستعداد للحرب والمحافظة على كفاءته، بينما في الواقع، ربما تكون هناك حاجة إليهم قريباً." وكان هليفي يشير، كما يبدو، إلى مقطع فيديو تم نشره الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك من طرف وزراء في الحكومة يحاكي رفض طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي مساعدة قوات برّية بعد تعرضها للهجوم بسبب دعم الأخيرة خطةَ الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي، وانتقد الجيش الإسرائيلي مقطع الفيديو في ذلك الوقت، وقال إنه يهدف إلى إحداث تحريض داخلي في الجيش الإسرائيلي.
وأكد هليفي أن الأوان لم يفت بعد لإصلاح الضرر الذي لحق بوحدة الجيش الإسرائيلي بسبب النقاش الدائر حول الإصلاح. وقال: "إن الجيش الإسرائيلي قوي بسبب شعبه. ولا يوجد لنا بلد آخر ولا جيش آخر."
وكان من المقرر أن يلتقي هليفي رئيسَ الحكومة بنيامين نتنياهو أمس لمناقشة تأثير رفض جنود الاحتياط الالتحاق بالخدمة في القوات المسلحة، لكن نتنياهو خضع لعملية جراحية لزراعة جهاز لتنظيم نبضات القلب، الأمر الذي تسبب في تعطل جدول أعماله.
وفي الأسبوع الماضي، بلّغ هليفي لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن رفض جنود الاحتياط التطوع للخدمة لمهمات خاصة كشكل من أشكال الاحتجاج يضر بالجيش الإسرائيلي.
وكانت مجموعة كبيرة من جنود الاحتياط تضم نحو 11.000 جندي أعلنت يوم السبت الماضي تعليق خدمتها الاحتياطية في حال مضي الحكومة قُدماً في خطتها لإصلاح الجهاز القضائي.
ويُعتبر جنود الاحتياط، وخصوصاً في سلاح الجو الإسرائيلي، جزءاً أساسياً من النشاطات التقليدية للجيش. وقال مسؤولون في المؤسسة الأمنية إن الطيارين يمكن أن يضروا بكفاءتهم عبر أخذ فترات راحة من تدريباتهم المتكررة، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لاستعادة قدراتهم على الطيران.
وسبق أن أكّد الجيش أنه سيتخذ إجراءات ضد جنود في الخدمة النظامية يرفضون الالتحاق بها، لكنه شدّد على أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء ضد جنود تشكيلات الاحتياط الذين يهدّدون فقط بعدم الحضور.