لن نفقد أملنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لقد أضرّ الـ64 عضواً في الكنيست، الذين صوتوا في الأمس لمصلحة قانون إلغاء حجة المعقولية، بصورة كبيرة بالبنية التحتية الديمقراطية لدولة إسرائيل، ورسموا الاتجاه العام الذي يريدون أن تسير فيه الدولة؛ طريق الديكتاتورية. لقد صوتوا في قاعة خالية من دون وجود أعضاء المعارضة، كما يليق بمجموعة كاسرة قررت تجاهل ملايين المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع طوال أسابيع للتعبير عن قلقهم إزاء تغيير البنية الديمقراطية لإسرائيل.
  • العالم كله سيبقى متذكراً أعضاء الكنيست الـ64 بأنهم المسؤولون عن تدمير سلطة القانون والمس بصورة كبيرة بمبدأ الفصل بين السلطات. حتى القوى المعتدلة في الائتلاف التي عملت على صوغ تسوية مع المعارضة والتخفيف من القانون لا تستطيع أن تخرج من ذلك مرتاحة الضمير؛ فَهُم مسؤولون عن هذا اليوم الأسود تماماً كعرّابي القانون، وزير العدل ياريف ليفين ورئيس لجنة الدستور والعدل سمحا روتمان.
  • لكن المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الأكثر تدميراً في تاريخ إسرائيل، والذي أثبت مرة أُخرى أنه قادر على التضحية بالديمقراطية الإسرائيلية من أجل بقائه الشخصي. يقسّم نتنياهو إسرائيل مستخدماً أسلوب "فرّق تسُد"؛ يحرّض ويفرّق، ويفسد ويفكك النسيج الاجتماعي، ويدمر سلطة القانون، ويُضعف المنظومة القضائية، وكل ذلك للتهرب من المحاكمة. نتنياهو ينتقم من المنظومة التي أحالته على المحاكمة، وبطريقه ينتقم من الدولة كلها.
  • بعد إقرار القانون في الأمس، أوضح ليفين ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن المقصود هو بداية المسار فقط. قال ليفين: "قمنا بخطوة أولى في مسار تاريخي مهم لإصلاح منظومة القضاء"، ووعد بن غفير قائلاً: "نحن نتعهد بإقرار سائر أجزاء الإصلاح، وفي الطليعة تغيير تركيبة لجنة اختيار القضاة، وتغيير صلاحيات المستشار القانوني للحكومة."
  • لا يمكن أن نخطىء في فهم نوايا أعضاء الائتلاف، إذ يهدف تغيير البنية القانونية إلى تحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية، ومتعصبة، وعنصرية وظلامية؛ دولة يجري فيها التمييز ضد النساء والمثليين والمواطنين العرب والأقليات الأُخرى، ودولة ستضم المناطق المحتلة وتؤسس لحكم أبارتهايد رسمي.
  • لقد كان يوم أمس عصيباً ومؤلماً لكل مَن هي الديمقراطية عزيزة على قلوبهم. لكن الأسابيع الماضية أثبتت أننا لم نخسر المعركة، وأن المعسكر الديمقراطي، الذي بدا في السنوات الأخيرة كأنه ضيع طريقه، قد تعزز وتحول إلى قوة كبيرة مستعدة للتضحية بنفسها من أجل القيم السامية للديمقراطية والليبرالية وسلطة القانون. ولقد فهم زعماء المعارضة أيضاً هذا الأمر، لذلك لم يوافقوا على تسوية تسعى للمتاجرة بالقيم الديمقراطية.
  • يتعين على هذا المعسكر أن يواصل نضاله حتى النصر. لقد كان يوم أمس خسارة مؤلمة لمعركة على طريق الانتصار في حرب القيامة الثانية لإسرائيل.