قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أول أمس (السبت) إن أي اتفاق تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل سيتطلب من هذه الأخيرة تقديم تنازلات كبيرة إلى الفلسطينيين في المناطق [المحتلة]، ولكنها في الوقت عينه، أكدت أنه من غير المرجح أن يتم ذلك في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية المتشددة، وقد تتطلب منه، بدلاً من ذلك، السعي لإقامة حكومة وحدة.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تدرك تماماً أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستطلب، بدلاً من ذلك، اتخاذ إجراءات مهمة على الأرض. وأشارت إلى أن مثل هذه الخطوات من غير المرجح أن يحظى بموافقة العناصر اليمينية المتطرفة في حكومة نتنياهو، وأن الضغط في مثل هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انهيارها.
وبحسب الصحيفة، أعلن قادة المعارضة الإسرائيلية أنهم لن ينضموا إلى ائتلاف مع نتنياهو بسبب محاكمته الجارية بتهم فساد، ولكن ظهرت أسئلة في المناقشات مع الأميركيين عمّا إذا كان قادة المعارضة سيُظهرون ليونة في الموقف، إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعوديين.
وشملت المطالب الأُخرى التي طرحتها الرياض، بموجب ما قالته الصحيفة الأميركية، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، على غرار دول حلف شمال الأطلسي [الناتو] ووفقاً لها، تكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرُّضها لهجوم. بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن والقدس. كما أشارت تقارير سابقة إلى أن السعودية تطالب أيضاً بأن يكون لديها القدرة على شراء أسلحة أكثر تقدماً من واشنطن، مثل منظومة الدفاع الصاروخية المضادة للصواريخ البالستية.
في المقابل، تريد الولايات المتحدة من الرياض تقديم حزمة مساعدات غير مسبوقة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتقليص علاقاتها المتنامية مع الصين، والمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان قام بزيارة إلى السعودية مرتين في غضون أقل من 3 أشهر، وافترضت أن ذلك قد يكون علامة على حدوث تقدّم.
ولمّح الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه إلى احتمال إحراز تقدُّم في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وذلك خلال لقاء عقده مع عدد من المتبرعين لحملته الانتخابية في ولاية ماين يوم الجمعة الماضي.
وكتب توماس فريدمان، المعروف بعلاقته الوثيقة ببايدن، في عموده الصحافي الأسبوعي في صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس الماضي، أن الخطوات المطلوبة من إسرائيل قد تشمل تعهداً رسمياً بعدم ضم الضفة الغربية أبداً، والالتزام بعدم إقامة مزيد من المستوطنات، أو توسيع حدود المستوطنات القائمة، وعدم تشريع أي بؤر استيطانية غير قانونية، والتخلي عن بعض الأراضي الآهلة بالفلسطينيين في مناطق ج من الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل بموجب اتفاقية أوسلو. سيكون على السلطة الفلسطينية، التي تم تجاهُلها في صفقات التطبيع العربية الأُخرى التي أُبرمت مع إسرائيل مؤخراً، إعلان دعمها لهذه الاتفاقية مع السعودية.
وشدّد فريدمان على أن أي صفقة من هذا القبيل قد تستغرق شهوراً للتفاوض بشأنها، وعلى أنها لا تزال بعيدة الاحتمال.