كيف نوقف أزمة حملتها أشباح الماضي؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • الأزمة الكبيرة التي نشهدها بشأن الانقلاب القضائي هي مجموعة شظايا تاريخية معقدة: بيتاريون [نسبة إلى حركة بيتار التي كانت في أساس قيام حزب الليكود الحالي] في مواجهة أنصار حزب "العمل" (قضية ألطالينا كمثل) [المواجهة المسلحة  التي وقعت في سنة 1948 بين الجيش الإسرائيلي وقوات الإرغون قبل اندماجها في الجيش]؛ شرقيون في مواجهة أشكيناز (المعفروت كمثل) [معسكرات أقيمت للاجئين الجدد إلى إسرائيل]؛ تقليديون، ومتدينون، وحريديم في مواجهة علمانيين؛ محافظون في مواجهة ليبراليين؛ سكان الأطراف (شرقيون في أغلبيتهم) في مواجهة سكان المركز؛ فقراء (شرقيون في الأساس) في مواجهة ميسورين؛ مستوطنون يطمحون إلى الضم في مواجهة معتدلين يطمحون إلى تسوية سياسية.
  • لكل مكوّن في الأزمة تبرير لا يخفف بالضرورة شعور الطرف الآخر بالغضب: قضية ألطالينا وقعت بعد قيام الجيش الإسرائيلي، وبعد توقيع مناحم بيغن اتفاقاً يقضي بحل الأتسل، لكنه طالب بنقل سلاح من سفينة إلى التنظيم في القدس.
  • في المعفروت كان يوجد أشكيناز (لكن بأعداد قليلة، وخرجوا من هناك بسرعة أكبر)، ومهاجرون من أوروبا أُرسلوا أيضاً للسكن في الأطراف، والنواة من حركة حزب العمل هي التي سكنت الكيبوتسات في الأطراف على طول الحدود. لكن الوقائع لن تمحو الشعور بالإهانة لدى الذين اعتبروا أن إرسالهم إلى هناك كان نوعاً من التمييز ضدهم.
  • المؤسسة في البلد كانت علمانية لأن رئاسة الاستيطان الصهيوني، الذي قامت الدولة على أساسه، تولاها زعماء غير متدينين، وكان المتدينون والحريديم أقلية. هذا التفسير لا يخفف شعور الاغتراب الذي شعر به شرقيون تقليديون وأشكيناز متدينون وحريديم هاجروا إلى "الأرض المقدسة" ليجدوا دولة علمانية.
  • يوجد اليوم شرقيون أثرياء وأصحاب نفوذ: رجال أعمال ومحاسبون، مقاولون ومحامون، رؤساء مدن، رؤساء أركان، وزراء وأعضاء في الكنيست، لكن هذا لا يلغي، بمفعول رجعي، الشعور بالتمييز الذي شعروا به، هم وآباؤهم.
  • في الوحدات العليا في الجيش الإسرائيلي، تطوع الكثيرون من الشباب من الكيبوتسات والموشافيم، بناءً على كفاءاتهم، وتتطلب الوحدات السيبرانية تعلُّم الرياضيات والكومبيوتر المتوفر كثيراً في مركز البلد. وهذا التفسير لا يمنع شعور الشرقيين وسكان الأطراف بعدم وجود مساواة في الفرص.
  • هؤلاء الذين قُمعوا هم الآن شكّلوا ائتلاف "يمين حريديم بالكامل" وشنوا حرباً على قيم العلمانية والديمقراطية، الليبرالية، ومنحوا شرعية للانتقام والكراهية. لقد خرجت الشياطين من القمقم، وهم هنا ليبقوا. مشاعر الحرمان لن تنقضي خلال جيلنا، والتمسك بالقيم التوراتية المحافِظة لن يختفي. لكن يقف اليوم ضد هذا الائتلاف "العلمانيون" - علمانيون ليبراليون وصهيونيون - ولا ينوون التنازل.
  • الشرخ العميق والتشريع المخطَّط له سيدفعاننا إلى الهاوية: تفوّق الحكومة على منظومة القضاء وسيطرتها على الإعلام، معناهما ديكتاتورية وانهيار اقتصادي ودبلوماسي. إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، معناه تفكيك الجيش ودوره كجيش الشعب، ورحيل أفضل عناصره وإلحاق الضرر بالخدمة العسكرية. زيادة ميزانيات الحريديم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضرائب. والمضي قدماً نحو الضم سيحوّلنا إلى دولة ثنائية القومية، أو دولة أبارتهايد منبوذة. فوق هذا كله يحوم خطر مباشر: إيران وحزب الله و"حماس" وثورة فلسطينية - في هذه الظروف لا قدرة لنا على مواجهتها.
  • واجب الجميع وقف الانهيار. على بنيامين نتنياهو الذي يخدمه التشريع القضائي، وعلى زعماء الوسط الذين يقاطعونه، العمل من أجل إيجاد حل وسط للتشريع والتفكير في تعاوُن واسع النطاق. منذ الانتخابات، دعوت على هذه الصفحات إلى ضم الوسط إلى الحكومة، بدلاً من المتطرفين.
  • يتعين على الأطراف المعتدلة في الليكود إحباط اقتراحات قوانين الحريديم والحردليين، والأصوليين الذين حولهم، والذين يريدون إضفاء طابع ديكتاتوري ديني محافظ على الدولة. وعلى زعماء الوسط منح نتنياهو شبكة أمان إذا استقال المتطرفون من حكومته لهذا السبب.
  • يجب على الحريديم كبح السباق من أجل الامتيازات والتشريعات الدينية، وأن يدركوا أن الجمهور العلماني يجري استغلاله بصورة لا تُحتمل وغير أخلاقية، وعندما تقوم حكومة أُخرى فستنقلب الآية: ستُفرض الخدمة العسكرية على الجميع، وستُحظر الميزانيات على مؤسساتهم، وستُقطع المخصصات للأولاد، وسيجري فصل الدين عن الدولة. هذا تشريع ضروري من أجل المحافظة على الصورة العلمانية. وننتظر من قادة الاحتجاج تأجيج الاحتجاجات إذا استمرت التشريعات المدمرة مع تأييدهم للاتصالات للتوصل إلى تسوية.
  • لا أتوقع شيئاً من حزب قوة يهودية وحزب الصهيونية الدينية. العنصريون المسيانيون ليسوا "إخوة" بل أعداء. لكن يجب على نتنياهو الذي ضمهم إلى حكومته، وعلى زعماء الوسط الذين دفعته مقاطعتهم له إلى ذلك، أن يعملوا معاً لإزالة هذه الكارثة.
 

المزيد ضمن العدد