المسيانيون يريدون حرباً طاحنة هنا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • كل يوم يمر يقرّبنا من نهاية الحلم الصهيوني. المسيانيون والفاشيون ربطوا رئيس الحكومة، الذي غيّر جلده، بكتلة حريدية - معادية للصهيونية، وحولوا حزبه من حزب ديمقراطي- يميني إلى حزب ديكتاتوري عنصري متطرف. الدول العربية، من دون استثناء، سواء تلك التي وقّعت معنا اتفاقات سلام، أو التي ستوقّع، أو التي لم توقّع، تتساءل كيف قررت الدولة اليهودية، هذه المعجزة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والأمنية، تدمير نفسها بيديها. لا يوجد زعيم مسلم لا ينظر بدهشة إلى الجنون الذي أصاب إسرائيل.
  • مسيرة الحماقة اليهودية مستمرة منذ أكثر من خمسة عقود، من خلال التجاهل المطلق للواقع والحقائق. يعيش اليوم بين البحر وبين نهر الأردن 15 مليون نسمة. نصفهم من اليهود، ونصفهم الآخر من غير اليهود. هذه الحماقة تعتمد على الافتراض الكاذب بوجود إنسان، من دون التحدث عن شعب مستعد للتنازل عن حريته والعيش من دون حقوق إلى الأبد. العنصريون والفاشيون يريدون الوصول إلى حرب يأجوج ومأجوج، وفي النهاية، وبعون الله، ينتصر اليهود على الآخرين، ويدفعونهم إلى الرحيل، أو الموت، أو الموافقة على أن يكونوا مواطنين من دون حقوق. ولأن منظومة قضاء مستقلة يمكن أن تكبح هذه الرؤيا المرعبة، فقد توحّد العنصريون الفاشيون مع رئيس الحكومة الذي يحتاج هو أيضاً إلى إخصاء المنظومة القضائية، لاعتبارات شخصية.
  • يحاول أصدقاء الدولة عرض هذا المشهد أمام صنّاع القرار، لكن عبثاً. إسرائيل التي تحولت، بمرور السنين، إلى حليف مهم للدول الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، تتجاهل تحذيرات أصدقائها الذين يحاولون التوضيح للحكومة أن أسلوبها في العمل سيؤدي إلى نهاية الدولة.
  • أهم اعتراف بأهمية إسرائيل في الغرب كان قرار الولايات المتحدة قبل عامين، ضمها إلى نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية المسماة سانتكوم (حتى ذلك الحين، كانت إسرائيل تابعة للقيادة الموجودة في أوروبا). تصرفات نتنياهو وحكومته ستؤدي إلى أن يُعلم قائد سانتكوم ذات يوم البيت الأبيض بأن هذه الدولة الحليفة خسرت قيمتها الاستراتيجية، وأن الديمقراطية الإسرائيلية التي جمعت بين الدولتين بفضل القيم المشتركة لم يعد لها وجود.
  • الرئيس الأميركي، سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً، سيصل إلى هذا الاستنتاج. فالدولة التي أيّدتها واشنطن أكثر من أي دولة أُخرى في العالم، لم تعد دولة ديمقراطية، وأصبحت دولة أبارتهايد معلنة: عملية تفكُّكها السريع لم تعد تبرر الاستثمار في التحالف معها. هكذا ستكون الحال مع الولايات المتحدة، وبعدها مع الدول الأوروبية الديمقراطية.
  • المحتجون في إسرائيل يناضلون يومياً لمنع نهاية الحلم الصهيوني. وعلى الرغم من أنني من المتفائلين والمؤمنين بقوة وإصرار المدافعين عن الديمقراطية، فإنه يجب على أصدقاء إسرائيل الوقوف إلى جانبهم، وأن يوضحوا قبل فوات الأوان لهذا الائتلاف الحكومي المدمر الثمن الإقليمي والدولي للقضاء على الديمقراطية الإسرائيلية.