الانقلابات العسكرية في أفريقيا يجب أن تُقلق إسرائيل
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف
  • في 26 تموز/يوليو، أعلن رئيس الحرس الجمهوري في النيجر ومجموعة من ضباط الجيش اعتقال الرئيس محمد بازوم في القصر الرئاسي، ونصّبوا أنفسهم حكاماً جدداً. الانقلاب في دولة تُستخدم مركزاً للحرب التي يشنها الغرب ضد التنظيمات الإرهابية الجهادية، يمكن أن تكون له أصداء كبيرة تتخطى حدود الدولة، وتهدد إسرائيل أيضاً.
  • يأتي الانقلاب في النيجر بعد سلسلة انقلابات جرت في الأعوام الأخيرة في دول منطقة الساحل في أفريقيا، شملت بوركينا فاسو ومالي والسودان. وأدت إلى تعزيز قوة المحور الروسي - الصيني الإيراني في المنطقة.
  • حتى الانقلاب الأخير، كانت النيجر تُعتبر حليفة للغرب في مساعيه لمحاربة التنظيمات الإرهابية الجهادية، مثل القاعدة وباكو حرام والدولة الإسلامية في أفريقيا. وأدى نشاط هذه التنظيمات في سنة 2022 إلى أن 43% من القتلى في هجمات إرهابية في العالم كانوا من هذه المنطقة. ومن أجل معالجة هذه المشكلة، وضعت الولايات المتحدة وفرنسا آلاف الجنود في النيجر، بالإضافة إلى قواعد للمسيّرات، لكن التعاون العسكري مع النيجر أصبح اليوم موضع تساؤل.
  • لا وجود للفراغ في المنافسة الدولية بين الدول العظمى، وخصوصاً في أفريقيا. الانقلابات السابقة عزّزت التدخل الروسي وقدمت قواعد لقوات فاغنر. وبينما دان الغرب انقلاب النيجر، وكذلك دول غرب أفريقيا التي هددت بالقيام بعمل عسكري لإعادة الرئيس إلى منصبه، هنّأ رئيس قوة فاغنر الانقلابيين. أما بوركينا فاسو ومالي، جارتا النيجر، فقد هددتا بالرد على أي تدخلات عسكرية. وبهذه الطريقة، تحول الانقلاب إلى تهديد يمكن أن يشعل حرباً في إحدى أكثر المناطق تخلّفاً في العالم.
  • تعمل روسيا، بدأب، في الأعوام الأخيرة من أجل تعميق قبضتها في أفريقيا. في أثناء الانقلاب، استضاف بوتين مؤتمراً في سان بطرسبورغ، بمشاركة 17 رئيس دولة من أفريقيا، وأعلن تقديم الحبوب مجاناً إلى 7 دول أفريقية صديقة.
  • أيضاً إيران والصين تبديان اهتماماً كبيراً بالقارة الأفريقية. فقد قام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأول زيارة لرئيس إيراني إلى أفريقيا منذ عشرة أعوام، وعاد بـ21 اتفاقاً موقّعاً، جزء منها يساعد إيران على الالتفاف على العقوبات الغربية. كما زار وزير خارجية الصين في مطلع العام خمس دول أفريقية، كجزء من توجّه الصين إلى اعتبار أفريقيا ساحة مركزية في مساعيها لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري في العالم.
  • الانقلاب في النيجر يمكن أن يعزز قوة المحور المعادي للغرب أكثر. بالإضافة إلى ذلك، إذا غادرت القوات الأميركية والفرنسية، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى تعاظُم قوة التنظيمات الإرهابية الجهادية. ثمة خطر آخر ناجم عن تصدير اليورانيوم من النيجر، التي تُعتبر اليوم إحدى أكبر الدول المصدّرة في العالم. في العام الماضي، صدّرت 5% تقريباً من مجموع إنتاج اليورانيوم العالمي، لكن اليوم، يوجد خطر حقيقي من انزلاق اليورانيوم إلى دول معادية، في ضوء العقوبات التي فرضتها أوروبا.
  • لا توجد علاقات دبلوماسية بين النيجر وإسرائيل، لكنها اعتُبرت في الماضي مرشحة للانضمام إلى اتفاقات أبراهام. وكلما اقتربت من المحور المعادي للغرب، كلما أصبحت فرص انضمامها أقل.

كيف يتعين على إسرائيل الاستعداد؟

  • تعاني النيجر جرّاء مشكلات حادة في الصحة والغذاء والمياه. يجب على إسرائيل فحص إمكانية تقديم مساعدة إنسانية لها في هذه المجالات، بالتنسيق مع دول الغرب، والعمل بطرق بعيدة عن الأنظار مع الحكام الجدد بشأن كل ما له علاقة باستمرار محاربة الإرهاب الجهادي.
  • يجب ألّا تبقى إسرائيل لامبالية حيال التطورات التي تجري في منطقة الساحل عموماً، وفي النيجر خصوصاً. ويتعين عليها العمل للمحافظة على مصالحها الأمنية، وعلى زخم اتفاقات أبراهام.