فشل هائل: الحكومة الحالية أبعدت مئات آلاف الإسرائيليين عن يهوديتهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • إذا كان هناك جملة يمكن أن تصف الحكومة الحالية كما تبدو في نظر الجمهور الديني - القومي في إسرائيل، فهي "لا تقرب ولا تمثل". قبل 8 أشهر شُكّلت الحكومة الجديدة في إسرائيل التي جعلت هدفاً لها موضوعين مركزيين؛ أن تكون حكومة يمين بالكامل، وأن تضع الدين واليهودية في مركز الاهتمام.
  • مجرد الجمع بين الأمرين يشكل أساساً مهماً للهوية السياسية للمعسكر الديني، بحيث يصبح كل مَن يؤيد الحكومة يؤيد اليهودية، والعكس صحيح. هذه القيم كان من المفترض أن تنتج تمثيلاً ملائماً لجماعات كبيرة من السكان في إسرائيل، التي تؤيد هذه القيم، والتي تتلاءم تماماً مع الجمهور الديني - القومي.
  • مر الوقت، ويبدو أن الصورة اختلفت بالكامل. الموضوع السياسي - الأمني نُحِّيَ جانباً، ونُسيَ موضوع الحوكمة ومحاربة الجريمة، جرى كل ذلك لمصلحة التعامل العدواني  مع المنظومة القضائية. لقد استُخدم هذا النهج العدواني أيضاً في التعامل مع موضوع اليهودية. وما بدا في البداية تطلُّعاً إلى وضع الدين واليهودية في مركز الاهتمام، تحول بسرعة إلى فرض الدين واليهودية على الجمهور العريض، من دون لطف، ومن دون حوار، مع الكثير من الإكراه، وخصوصاً من دون تقارُب على الإطلاق.
  • كل هذا يخلق صورة جديدة في الخريطة السياسية. إذا كانت الصهيونية الدينية حظيت على الدوام بتمثيل وزعامة يتلاءمان مع قيمها، فإن الجمهور الديني - القومي وجد نفسه في وضع لم يعرفه قط سابقاً. الصهيونية الدينية التي كانت رموزها الأساسية منذ قيام الدولة "أرض إسرائيل قبل التوراة"، وأهمية مساهمتها ودفاعها عن البلد، ولقد تجلت هذه الرموز عبر النسب العالية وغير المسبوقة في التجنيد في الوحدات القتالية وفي خدمات أساسية، إلى جانب المساهمة في جميع الجوانب، بدءاً من بناء عالم التوراة، وإدخال ضرائب، وصولاً إلى مساهمة أكاديمية وبحثية استثنائية، وجدت هذه الصهيونية الدينية نفسها أن الحزب الذي يتباهى بتمثيلها يرفع قيماً مختلفة تماماً.
  • الصعوبة التي يمر بها الجمهور الديني - القومي نراها واضحة في الأبحاث التي أُجريت ضمن إطار معهد أبحاث اليهودية والصهيونية، والتي تشير إلى أن الجمهور الديني في إسرائيل يعتقد أن الحكومة الحالية (التي تفاخرت بأنها ستقرّب الجمهور إلى اليهودية) تُبعد بأفعالها الجمهور العريض عن اليهودية. دليل آخر على التنافر الذي يعانيه هذا الجمهور أن أغلبيته لا تشعر بأن لديها تمثيلاً سياسياً حقيقياً، ويتمنى ظهور حزب آخر يمثله ويمثل قيمه. وفقط مؤخراً، وخلال عطلة الكنيست، طرح عضو الكنيست سيمحا روتمان [حزب الصهيونية الدينية] قانوناً يعمّق الشعور بالإكراه الديني، يسمح بتعيين مئات الحاخامين في المدن والأحياء التي قد لا تكون ترغب فيهم. كل هذا بالتعاون الكامل مع حزب "شاس".
  • يجدر بنا أن نتعمق قليلاً في هذا الفشل، وأن نفهم حجمه الكبير. إن علاقة الجمهور الإسرائيلي بالدين هي علاقة استثنائية بكل معنى الكلمة. فالجمهور الإسرائيلي مرتبط بالدين، أغلبيته تصوم في يوم الغفران، وتحترم قدسية يوم السبت، وأغلبية النساء في إسرائيل تضيء شموعاً في يوم السبت عموماً، وإذا وضعنا جانباً الأشهر الأخيرة، يمكن القول بالفم الملآن إن الأغلبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي تحب اليهودية ومرتبطة بها، كلٌّ وفق اعتقاداته وطريقته.
  • كل هذا يضاعف حجم فشل الحكومة الحالية. من الوضع الذي كان فيه الجمهور مرتبطاً باليهودية، كان من المفترض بالحكومة الحالية أن تدفع بهذا الارتباط خطوة إلى الأمام، عملياً، هي فعلت العكس تماماً، وأبعدت مئات آلاف الإسرائيليين عن ديانتهم.