من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يرى دبلوماسيون في العالم العربي وفي الولايات المتحدة أن الاضطرابات التي حدثت في ليبيا جرّاء إعلان خبر الاجتماع الذي جرى بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ستضر بالاتصالات الجارية للدفع بالتطبيع بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية أُخرى. وقال دبلوماسي عربي رفيع المستوى، تقيم بلاده علاقات مع إسرائيل، لـ"هآرتس" إن الحادثة ستقوّض ثقة الدول العربية بالمسؤولين الإسرائيليين.
والمعروف أن إسرائيل تُجري حالياً اتصالات مع الولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع السعودية، كما تُجري اتصالات مع دول أُخرى - بعضها في الشرق الأوسط والبعض الآخر دول إسلامية في مناطق أُخرى من العالم، من أجل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. "التظاهرات التي خرجت إلى الشوارع في ليبيا ستؤثر في جرأة دول أُخرى على التقدم في مسار التطبيع خلال الوقت القريب،" أوضح المصدر الدبلوماسي، وأضاف "لا أحد يريد أن يرى صوراً في عاصمته مثل التي رأيناها في ليبيا."
ومساء الاثنين، وبعد يوم على إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية خبر الاجتماع بالوزيرة الليبيةـ زار رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة السفارة الفلسطينية في بلده، وتعهد أن ليبيا لن تقيم علاقات مع إسرائيل. في هذه الأثناء، ادّعت وزيرة الخارجية الليبية، التي أوقفت عن العمل، أن رئيس الحكومة الليبية كان على علم بالاجتماع مع كوهين، ووافق عليه، رغبةً منه في الدفع قدماً بمصالح حكومته الاقتصادية والأمنية. وقالت مصادر إسرائيلية إن كلام المنقوش بشأن معرفة الدبيبة بالاجتماع دقيـق، على الرغم من أنها قالته بعد أن قرر رئيس الحكومة إقالتها.
من جهة أُخرى، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها أمام إسرائيل إزاء تأثير الحادثة في مساعي التطبيع مع دول أُخرى في المنطقة، وذلك خلال حديث أجرته القائمة بأعمال السفير الأميركي في إسرائيل ستيفاني هالت مع الوزير كوهين. وادّعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، رداً على الرسالة الأميركية التي نشرها موقع "والا" للمرة الأولى، أن الانتقادات الأميركية لم توجَّه مباشرة إلى الوزير كوهين. وجاء في بيان الخارجية الإسرائيلية أن خبر الاجتماع بين كوهين والمنقوش سُرّب إلى وسائل الإعلام قبل صدور بيان رسمي بشأن الموضوع، وأن المسؤولين عن التسريب هم جهات في المنظومة السياسية - الأمنية، وليسوا في وزارة الخارجية.
الدولة الأُخرى التي تضررت جرّاء الحادثة هي إيطاليا التي لعبت دور الوسيط بين الطرفين واستضافت الاجتماع بين كوهين والمنقوش. والمعروف أن لإيطاليا علاقات وثيقة مع ليبيا التي استعمرتها في الماضي. ويمكن أن تؤدي الحادثة إلى عدم حماسة دول أوروبية أُخرى للمساهمة في تشجيع اجتماعات من هذا النوع بين إسرائيل وجهات في دول عربية.