ليس عملاً خيرياً، هناك مصلحة أميركية واضحة في تدفُّق الأموال إلى إسرائيل
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- في سنة 2016، كانت إسرائيل أول دولة تحصل من الجيش الأميركي على طائرات إف-35 للاستخدام العملاني. جاء تصدير الطائرة القتالية الأميركية بعد التوصل إلى حل أعطال خطِرة شوّهت صورتها بواسطة الشركة المنتجة "لوكهايد مارتين"، وكذلك بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي والصناعة الجوية اللذين يشكلان المختبر القتالي الرائد للصناعات الأمنية وأسلحة الجيش الأميركي.
- عملت إسرائيل فوراً على حل الأعطال التي أثّرت في التصدير، وكذلك في مشتريات سلاح الجو الأميركي. ففي ظروف القتال، يقيم المختبر الإسرائيلي علاقة يومية بمهندسي شركة "لوكهايد مارتين" (وبممثلين آخرين من الصناعات الأمنية في الولايات المتحدة)، وهو يتغلب على العقبات بمساعدة السمات الفريدة للشركة الإسرائيلية.
- تنتقل حلول الأعطال في مجالات جمع المعطيات وتحليلها، والحرب الإلكترونية، والدقة في منظومات إطلاق النار إلى الشركة المصنعة، وإلى سلاح الجو في الولايات المتحدة، وتوفر على الشركة المصنعة مليارات الدولارات في البحث والتطوير، وتحافظ على تفوّق الطائرة في مواجهة منافسيها في العالم، وتزيد التصدير الأميركي بمليارات الدولارات، وتوسّع قاعدة التوظيف للشركة المصنعة والمقاولين الثانويين. تحسين طائرة إف-35 يلقي الضوء على المساهمة الخاصة لإسرائيل في تحسين الصناعة الأمنية في الولايات المتحدة، وفي تقليص تكلفة وحدة التصنيع، وخلق فرص عمل في الولايات المتحدة.
- قرابة 250 شركة هاي - تك ضخمة في الولايات المتحدة، مثل جنرال إلكتريك، وأنتيل، ومايكروسوفت، وغوغل وIBM وميتا، فتحت في إسرائيل مراكز بحث وتطوير من أجل تحريك الاختراعات الإسرائيلية وتحصين مكانتها في المنافسة الدولية وتوسيع التصنيع والعمل في الولايات المتحدة. مساهمة أُخرى مشابهة للاقتصاد والأمن في الولايات المتحدة تأتي من "مراكز الأبحاث والتطوير" التي أقامتها الصناعات الأمنية الأميركية في إسرائيل، وبواسطة منظومات سلاح أميركية يقوم الجيش الإسرائيلي باستخدامها وتحسينها.
- إسرائيل هي الحليفة الأكثر نجاعةً وخبرةً وموثوقيةً للولايات المتحدة في مواجهة تهديدات وتحديات مشتركة، وفي المحافظة على التفوق التكنولوجي المدني والأمني. إسرائيل هي أكبر حاملة طائرات أميركية في العالم، من دون الحاجة إلى وجود الأميركيين على متنها. وهي تعمل في منطقة تُعتبر حساسة للاقتصاد والأمن الأميركيين، وتوفر على الولايات المتحدة نفقات سنوية تتراوح بين 15 و20 مليار دولار تحتاج إليها لتصنيع وتشغيل وصيانة حاملات طائرات في البحر المتوسط، وفي المحيط الهندي، بالإضافة إلى عدد من الألوية العسكرية.
- كما تنقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة معلومات استخباراتية كثيرة وأكثر أهميةً من المعلومات التي تحصل عليها من حلف الناتو. وبحسب الجنرال جورجي كيغن الذي كان قائداً لسلاح الاستخبارات في سلاح الجو، فإن حجم المعلومات الاستخباراتية التي تصل من إسرائيل يساوي خمسة أضعاف ما تقدمه وكالة الاستخبارات المركزية السي آي إي، التي تبلغ ميزانيتها السنوية 15 مليار دولار.
- كما تنقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة دروس الحرب التي تساعد في تطوير أساليب القتال في الولايات المتحدة، وتُجري سلسلة تدريبات للجيش الأميركي على القتال في الأماكن المبنية، وعلى كيفية مواجهة السيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات.
- في ضوء الوقائع المذكورة أعلاه، الولايات المتحدة لا تقدم لإسرائيل "مساعدة خارجية" سنوية، بل تقوم باستثمار سنوي في إسرائيل (3.8 مليار دولار) يحقق عوائد تبلغ 100% لدافعي الضرائب الأميركيين، ويمثل الطريق ذات المسارين بين الدولتين بأمانة.
الكلمات المفتاحية