أسلوب الهجمات الأخيرة يدل على أن المقصود توجُّه لن ينتهي قريباً
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • هجوم الدهس الفتاك الذي وقع هذا الصباح على الطريق 433، يوضح جيداً عمق التصعيد الأمني وخطورته، وكونه الأقسى منذ الانتفاضة الثانية [سنة 2000]. وإذا كان الجيش الإسرائيلي اعتبر حتى الشهر الأخير شمال الضفة المركز الوحيد للهجمات في العام ونصف العام الأخيرين، فإن أحداث الشهر الأخير تشير إلى امتداد "الإرهاب" إلى معظم أرجاء الضفة الغربية، من الهجوم بالسلاح الناري إلى هجمات بالطعن والدهس كما حدث في الأيام الأخيرة. "مخرب" لديه تصريح عمل، يستخدم هذا التصريح كي ينفّذ هجوماً غير مسبوق، ولم نشهد الكثير مثله في السنوات الأخيرة. لكن هذا الحادث يوضح جيداً أنه عندما يكون التصعيد خطِراً إلى هذا الحد، فإن أساليب العمل التي أثبتت بصورة عامة صحتها في الماضي، يمكن أن تصبح غير ذات صلة.
  • الهجوم الأخير نفّذه داوود عبد الرزاق فايز، من سكان دير عمار (41 عاماً)، متزوج ولديه خمسة أولاد، وليس لديه ملف أمني، عمل في إسرائيل أعواماً طويلة. ولا يوجد في البيانات الخاصة به ما يدل على خطورته، سنّه وعائلته وكونه لم يكن متورطاً بـ"الإرهاب" وتصريح عمله، كل ذلك يشكل شهادة تأمين، في حين يدخل يومياً إلى إسرائيل للعمل عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين.
  • بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يحق لهم الدخول إلى إسرائيل، يُعتبر تصريح العمل رصيداً اقتصادياً يعيل الكثيرين، فالأجر الذي يحصلون عليه في إسرائيل أكبر بكثير من ذلك الذي يمكن أن يحصلوا عليه في الضفة الغربية، وبالتأكيد في قطاع غزة. في هجوم اليوم، هذا التبرير انهار تحت وقع الواقع المؤلم، عندما استغل "المخرب" التصريح لتنفيذ الهجوم. ومثل كل يوم، بعد الساعة السادسة صباحاً، دخل إلى إسرائيل، حاملاً تصريح العمل سيراً على الأقدام. وحصل على الشاحنة في إسرائيل، وعلى ما يبدو، كان لديه الوقت ليقوم ببعض الأمور المتعلقة بعمله، ثم وصل إلى غديرا [في وسط إسرائيل]، وتوجه منها في اتجاه موديعين.
  • قيادة سيارة إسرائيلية، من السهل على المهاجم القيام بالمهمة. تجربة هجمات الدهس في مناطق الضفة الغربية خلال موجة الهجمات في الفترة 2014-2015، والتي تميزت بهذا النوع من الهجمات، أدت إلى تحصين محطات الباصات الكثيفة السكان، وكذلك المعابر بحد ذاتها، بحيث يصبح من الصعب على أحد القيام بهجوم دهس.
  • في الحالة الأخيرة، تحول تصريح العمل ودخول الفلسطيني إلى الأراضي الإسرائيلية إلى نقطة ضعف، يمكن من خلالها القيام بهجوم بسهولة. وبعد حصول عبد الرزاق فايز على الشاحنة، بقي عليه العثور على هدف، ووفقاً للبيانات، كان يستهدف جنوداً لأنه كان في إمكانه العثور على أهداف أُخرى. وعندما شاهد الجنود يقفون على حافة الطريق، التفّ بشاحنته وهاجمهم، بينما كانوا في طريقهم إلى موديعين.
  • وقوع 4 هجمات خلال 24 ساعة في ذروة فترة "إرهاب" مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وارتفاع درجة التصعيد في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً في الشهر الأخير، يدل على أن هذا التوجه لن ينتهي قريباً. كما أن التوزيع الواسع النطاق للهجمات في الفترة الأخيرة، والميزات المختلفة للهجمات بالسلاح الناري، والدهس والطعن اللذين يقوم بهما "مخرب" وحيد لا يمكن تصنيفه في بروفايل واحد ومتشابه، كل ذلك يؤكد بصورة قاطعة عدم الاستقرار الأمني، والتفاقم الكبير في الأوضاع على الساحة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة.
  • وما يجري يمكن أن ينعكس أيضاً على الاستقرار السياسي لـ"حكومة يمين- اليمين" بسبب الفجوات الكبيرة في وجهات النظر بين الوزراء أنفسهم بشأن طريقة مواجهة موجة الهجمات الفلسطينية.